84% غير راضين عن السلطة الفلسطينية وتزايد التأييد للمقاومة

أظهر استطلاع حديث أجراه معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب (INSS) أن 84% من المستطلَعين عبّروا عن استيائهم من أداء السلطة الفلسطينية، معتبرين أنها فشلت في حماية القضية الوطنية والتصدي لسياسات الاحتلال التوسعية والتهويدية، خاصة في الضفة الغربية.
وأوضح الاستطلاع أن هذه النتائج تأتي في ظل تصاعد التأييد الشعبي للمقاومة الفلسطينية خلال الأشهر الأخيرة، حيث تجاوزت نسبة التأييد لحركة حماس 58%، في ظل قناعة أكثر من ثلثي المستطلَعين بأن الاحتلال الإسرائيلي لن ينجح في كسر المقاومة أو تنفيذ مخططاته التهجيرية.
وأظهر استطلاع حديث أجراه معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب (INSS) أن غالبية الفلسطينيين في الضفة الغربية باتوا يطالبون بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة تمهيدًا لتجديد شرعية القيادة الفلسطينية وتغيير واقع السلطة الحالية.
وبحسب نتائج الاستطلاع، فإن 48% من المشاركين يرون أن تغيير القيادة عبر صناديق الاقتراع هو الخطوة الأهم التي يجب أن تُقدم عليها السلطة الفلسطينية، باعتبارها الطريق نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة قادرة على تمثيل الشعب والدفاع عن حقوقه.
كما بيّن الاستطلاع أن أولوية الإصلاح ومكافحة الفساد تأتي في المرتبة الثانية من اهتمامات الشارع الفلسطيني، حيث طالب المشاركون بإعادة بناء مؤسسات السلطة على أسس شفافة، وإنهاء حالة الترهل والفساد الإداري التي تشكّل أحد أبرز أسباب تراجع ثقة المواطنين.
تراجع الثقة بالسلطة
وجاء هذا الاستطلاع بعد فترة قصيرة من استطلاع آخر أجراه المركز الفلسطيني للدراسات والأبحاث بدعم من معهد “آرتس إنترناشيونال”، والذي أظهر مؤشرات لافتة حول تزايد التأييد الشعبي للمقاومة الفلسطينية، مقابل استمرار تدهور الثقة بالسلطة برئاسة محمود عباس.
وبحسب نتائج ذلك الاستطلاع، الذي أُجري بين 6 و10 يوليو/تموز 2025 وشمل مشاركين من الضفة الغربية وقطاع غزة ومناطق النزوح، فإن نحو 93.4% من الفلسطينيين وصفوا مطالب المقاومة في مفاوضات التهدئة وتبادل الأسرى الجارية في الدوحة بأنها “عادلة وإنسانية”، مؤكدين أنها تمثل الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني، خصوصًا فيما يتعلق بملفات المساعدات الإنسانية، وخرائط الانسحاب الإسرائيلي، وضمانات إنهاء الحرب.
في المقابل، عبّر 84% من المستطلَعين عن استيائهم من أداء السلطة الفلسطينية، معتبرين أنها فشلت في حماية القضية الوطنية والتصدي لسياسات الاحتلال التوسعية والتهويدية، خاصة في الضفة الغربية.
السلطة غابت عن المشهد
وأشارت النتائج إلى زيادة ملحوظة في التأييد الشعبي لحركة حماس خلال الأشهر الأخيرة، حيث تجاوزت نسبة المؤيدين لها 58%، في ظل اقتناع أكثر من ثلثي المستطلَعين بأن الاحتلال الإسرائيلي لن ينجح في كسر المقاومة أو فرض مخططاته التهجيرية.
وفي السياق ذاته، وجّه الكاتب والمحلل السياسي إسماعيل الريماوي انتقادات حادة لأداء السلطة الفلسطينية خلال حرب غزة، واصفًا موقفها بـ”الغياب الكامل عن المشهد” وانشغالها بـ”التحريض ضد المقاومة” بينما يتعرض الفلسطينيون لعدوان شامل.
وأكد الريماوي في مقاله أن خطاب السلطة “انزلق إلى تبني روايات الاحتلال” وتحميل المقاومة مسؤولية الكارثة الإنسانية في غزة، بدلًا من توحيد الصف الفلسطيني والدفاع عن وحدة الدم والمصير.
كما أشار إلى أن تجاهل السلطة لاعتداءات المستوطنين المتصاعدة ضد المزارعين في الضفة يعكس حالة “عجز أمني وتراخٍ سياسي”، مؤكدًا أن الأجهزة الأمنية لم تتدخل لحماية المواطنين أو ممتلكاتهم.
وأضاف أن السلطة تحاول العودة إلى غزة عبر بوابة المال والإعمار، من خلال تقديم نفسها كجهة مسؤولة عن إعادة الإعمار وإدارة التمويل الدولي، رغم أن الشارع الفلسطيني يدرك جيدًا “عمق الفساد المستشري داخل مؤسساتها” وما نتج عنه من انعدام ثقة متزايد بين الشعب والقيادة.