أذرع الإمارات تستنفر بمزاعم باطلة ومقاطع مضللة للتحريض ضد المقاومة

أطلقت أذرع إعلامية ممولة من الإمارات حملة مكثفة لتحريف سردية ما يجري في قطاع غزة عبر مقاطع فيديو مضللة ومحتوى دعائي يستهدف المقاومة الفلسطينية، في توقيت يتقاطع مع ضغوط سياسية خليجية على واشنطن لإقصاء فصائل المقاومة من معادلة ما بعد الحرب.
وبرزت الحملة بمقطع فيديو نشره حساب قناة “سكاي نيوز عربية – أبوظبي” على منصة إكس، تم الزعم أنه يوثق “تظاهرات شعبية غاضبة ضد حركة حماس في قطاع غزة” وأنه حديث العهد.
غير أن فحص الفيديو يُظهر أنه يعود لأشهر مضت، عندما خرج مواطنون في وقفات ضد حرب الإبادة الإسرائيلية والقصف المتواصل.
وزاد المقطع الذي روّجت له القناة الممولة إماراتيا من الجدل حول منهجية التحقق في غرفة أخبارها، خاصة أن المقطع متداول منذ وقت طويل بصيغ متعددة.
شبكة أفيخاي ويكيبيديا
بالتوازي، دفعت شبكة “جسور نيوز” بمقطع آخر يهاجم حماس وفصائل المقاومة على خلفية الحملة الأمنية الجارية ضد العملاء والخونة والعصابات المسلحة التي استغلت الفوضى خلال الحرب.
وذهبت الشبكة حدّ تشبيه الإجراءات ضد شبكات التجسس وفرق السطو بـ“جرائم تنظيم داعش”، زاعمةً أن حماس “تفتح جبهة جديدة ضد أهالي غزة” بعد سنتين من المعاناة التي “جلبتها” الحركة على السكان، وفق تعبيرها.
ووصفت مصادر ميدانية وناشطون حقوقيون في غزة هذه المقارنة بأنها “تضليل فجّ”، مؤكدين أن الحملة الأمنية يجري تنفيذها وفق قرارات عفو عام وتسليم طوعي للأسلحة مع محاكمات محلية، وأن هدفها “تجفيف بؤر الإجرام والاختراق الأمني” بعد فراغ أمني امتد طوال القتال.
وأشارت تلك المصادر إلى أن عشرات الوجهاء والعائلات أعلنوا دعمهم العلني لخطوات تفكيك العصابات وحماية الجبهة الداخلية، وأن تصويرها بوصفها “حربًا على المجتمع” يتجاهل السياق: انهيار البنية الشرطية والقضائية بفعل الدمار، وتراكم شكاوى السكان من السلب والابتزاز والتخابر.
ويرى مختصون في الإعلام الرقمي أن ما يجري جزء من حرب معلوماتية متكاملة تتضمن إعادة تدوير مقاطع قديمة وإلباسها أحداثًا جديدة، واقتطاع سياقات محلية معقّدة لتغذية رواية سياسية إقليمية تصب في هدف واحد—تشويه المقاومة وتحميلها الكلفة الإنسانية الهائلة التي تسبب بها الاحتلال خلال عامين من الحرب.
ويحذر هؤلاء من أن هذا النوع من المحتوى يعمل كـ“مضاعِف قوة” لتكتيكات عسكرية وسياسية، إذ يخلق انطباعا زائفا بانقسام داخلي حاد يبرر أي ضغوط أو اشتراطات خارجية في مسارات ما بعد الحرب.
وهذه الحملة الإعلامية للتحريض لم تأتِ في فراغ. ففي الخلفية، أكدت مصادر عربية وأميركية نقلتها صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، أن السعودية والإمارات والبحرين وجّهت تحذيرًا رسميًا إلى البيت الأبيض مفاده أن عملية إنهاء الحرب “على وشك الانهيار” بسبب ما وصفته بـ“التساهل مع رفض حماس نزع سلاحها”.
ووفق التقرير ذاته، فقد حمّلت الرسائل الخليجية الوسطاء—الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا—مسؤولية “عدم فرض” بنود الخطة على حماس، ولوّحت بتقليص الانخراط في ترتيبات الإعمار إذا لم تُحسَم مسألة السلاح.
ويرسخ هذا التزامن بين الخطاب السياسي والضخّ الإعلامي المعادي للمقاومة، بحسب مراقبين، الشواهد المثبتة عن تقاطع إقليمي إعلامي يرمي إلى نزع الشرعية الشعبية عن إجراءات الأمن الداخلي في غزة وتقديمها كعداء للمجتمع لا كحماية له.