تحقيق يكشف محاولة حسابات موالية للسلطة لتشويه صورة المقاومة بغزة
كشف تحقيق موقع “إيكاد” التحليلي عن حملة رقمية منسقة استهدفت المقاومة الفلسطينية في غزة منذ إعلان وقف إطلاق النار، مستخدمة حسابات إسرائيلية رسمية ولجان عربية وحسابات موالية للسلطة الفلسطينية لترويج رواية صهيونية مفادها أن حماس تقتل وتخرّب وتسرق وتشّن حربًا على شعب القطاع.
تصاعد الخطاب الرقمي ضد المقاومة
وبعد وقف إطلاق النار، رصد فريق إيكاد تصاعدًا لافتًا في الخطاب الرقمي، حيث ظهرت اتهامات لحماس بتنفيذ إعدامات ميدانية للمدنيين وتصويرها كطرف يخوض حربًا أهلية داخل القطاع.
وأظهر التحليل الخاص بـ”إيكاد” على منصة تويتر أن هذا الخطاب لم يكن عفويًا، بل حملة منسقة تهدف إلى تحميل المقاومة مسؤولية الفوضى وتبرئة الاحتلال، مستخدمة أساليب دعائية متعددة الطبقات سبق أن اعتمدها الاحتلال.
وخلال الفترة من 11 إلى 18 أكتوبر 2025، شارك أكثر من عشرين ألف حساب في الحملة بأكثر من 32 ألف تغريدة، ووصلت التفاعلات ذروتها في 13 أكتوبر قبل أن تتراجع تدريجيًا.
وركزت الكلمات المفتاحية على وصف المقاومة بالعنف وتبرير أفعال الاحتلال، إلى جانب كلمات إنجليزية لإضفاء بُعد عالمي على الحملة.
وأظهرت الشبكة الرقمية للحملة وجود كتلتين رئيسيتين: الكتلة الزرقاء التي تضم الحسابات الإسرائيلية الرسمية، والكتلة الخضراء التي تضم حسابات عربية وحسابات وهمية ولجان إلكترونية، إضافة إلى حسابات موالية للسلطة الفلسطينية، والهدف كان توحيد الخطاب ضد المقاومة وتوسيع نطاق السردية الإسرائيلية لتشمل الجمهور العربي المحلي.
السرديات الرئيسة للحملة
وتركزت السرديات على تصوير حماس كقوة تختبئ أثناء الحرب وتستعرض قوتها بعد انتهاء القتال، وفكرة مطالبة الفلسطينيين بعودة الجيش الإسرائيلي لإنقاذهم من حكم الحركة، بالإضافة إلى استهداف الصحفي صالح الجعفراوي وترويج رواية موحدة تفيد بأنه قُتل على يد حماس بسبب خلاف مالي، في محاولة لتشويه صورة المقاومة.
واعتمدت الحملة على تنسيق بصري ولغوي دقيق، واستخدام الصور والمقاطع والنصوص المتطابقة بين الحسابات لإيهام الجمهور بوجود رأي عام واسع.
كما أُعيد تدوير محتوى قديم، مثل فيديوهات من فبراير الماضي، واستخدمت أسلوب “spamming” من خلال نشر مكثف للعبارات المتشابهة.
ووجود أخطاء لغوية متكررة في بعض المنشورات يؤكد النسخ الآلي وعدم التدقيق، ما يعكس الطبيعة المنسقة والموجّهة للحملة.
منصة “جسور نيوز”
وشكلت منصة “جسور نيوز” واجهة إعلامية لإعادة إنتاج الخطاب الإسرائيلي بالعربية لتبدو مستقلة، إذ بدأت بهوية غامضة وتغير اسمها عدة مرات حتى استقرت على اسمها الحالي في مارس 2024.
وارتبطت المنصة بشبكة من الشخصيات والحسابات الموالية للسلطة الفلسطينية واللجان العربية، ودعمتها أذرع الاحتلال الإعلامية الرسمية مثل أفيخاي أدرعي وإيدي كوهين وكابتن إيلا.
هديل عويس والوجه التطبيعي
تتولى الإعلامية السورية هديل عويس رئاسة تحرير “جسور نيوز”، وتعد حلقة الوصل بين الخطاب التطبيعي العربي والمنظومة الداعمة لإسرائيل.
وترتبط هديل بمؤسسات أمريكية وشخصيات بارزة في اللوبي الصهيوني المسيحي، وتعيد صياغة الرواية الإسرائيلية بلسان عربي، محمّلة المقاومة مسؤولية الدمار وداعية للسلام مع إسرائيل كحل واقعي.
وكشفت التحقيقات أن الحملة الرقمية ضد المقاومة كانت منظمة بالكامل، اعتمدت على سرديات موحدة مثل تهمة قتل الفلسطينيين، إشعال الحرب الأهلية، اختباء حماس أثناء الحرب، وفكرة “إنقاذ غزة من حماس”.
وأظهرت التحليلات تنسيقًا كاملًا بين الحسابات الإسرائيلية والعربية والموالين للسلطة، مع استخدام مقاطع قديمة ونصوص منسوخة لإيهام الجمهور باتساع الرأي العام ضد المقاومة، وتحويل بعض المنصات الإعلامية العربية إلى أدوات سياسية ضمن مشروع منظم يستهدف شرعية المقاومة ويخدم مصالح الاحتلال الإسرائيلي.





