
في جريمة وُصفت بأنها امتداد مباشر لسياسات الاحتلال الإسرائيلي الهادفة إلى تدمير البنية التحتية لقطاع غزة، أقدمت مجموعة مسلحة يقودها المدعو ياسر أبو شباب، على الاعتداء على مجمع ناصر الطبي في خان يونس، أحد أهم المرافق الصحية المتبقية في جنوب القطاع.
مستشفى ناصر في عين الاستهداف
وشهد مجمع ناصر الطبي، خلال الساعات الماضية، هجومًا مسلحًا نفذته عصابات محلية مرتبطة بجهات معادية، حيث أُطلق الرصاص بشكل كثيف على المرفق الطبي في محاولة لبث الفوضى وترويع المرضى والكادر الطبي.
وتؤكد مصادر أمنية أن هذه العصابات تتحرك بتوجيه مباشر من الاحتلال الإسرائيلي، وتعمل على تنفيذ أجندات تخريبية تتقاطع مع أهداف الحرب المستمرة على غزة منذ أكتوبر 2023.
وتصدت الأجهزة الأمنية في غزة بقوة للهجوم، وتمكنت من إحباط العملية واعتقال اثنين من المهاجمين، فيما أُصيب آخران بجراح خطيرة.
وأوضحت الجهات المختصة أن العملية كانت تهدف إلى إخراج المستشفى من الخدمة بالكامل، في وقت يعاني فيه القطاع من انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية بسبب الاستهداف الإسرائيلي الممنهج للمستشفيات والمراكز الطبية.
أبو شباب يهرب إلى المجهول
وبينما تتواصل التحقيقات مع العناصر المتورطة في الهجوم، أفادت مصادر في أمن المقاومة أن المدعو ياسر أبو شباب تلقى تعليمات مباشرة من الاحتلال الإسرائيلي بمغادرة قطاع غزة نحو سيناء، في حال التوصل إلى اتفاق تهدئة مع المقاومة، بعد أن بات وجوده يشكّل عبئًا أمنيًا.
وأكدت المصادر أن الاحتلال أبلغه صراحة بأنه لن يكون قادرًا على حمايته بعد الآن.
وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن تل أبيب رفضت دمج أبو شباب في وحدات “قص الأثر” التابعة لجيش الاحتلال، ما يؤكد أن غطاءه الأمني قد انكشف بالكامل بعد تورطه في جرائم ميدانية داخل غزة، وعلى رأسها الاعتداء على مجمع ناصر الطبي.
وفي المقابل، جاء الرد صريحًا من مشايخ قبيلة الترابين في سيناء، وعلى رأسهم الشيخ سلامة الأحمر، الذي قال: “لو داس المدعو ياسر أبو شباب أرض سيناء، سندوسه بنعالنا، وسنعلّقه على أعمدة الكهرباء على الطريق الدولي”، في رسالة حاسمة برفض استقبال أي خائن أو عميل شارك في الاعتداء على شعبه ومؤسساته.
الهجوم على المؤسسات الصحية
وتعليقًا على الحادثة، أكدت الجهات الأمنية في خان يونس أن الاعتداء على مستشفى ناصر لن يمر دون رد رادع، مشددة أن هذه المؤسسة هي الملاذ الأخير للمرضى والجرحى جنوب القطاع، ولا يمكن السماح تحت أي ظرف بتهديدها.
وأكدت في بيان رسمي أن الأجهزة الأمنية ستتعامل ميدانيًا وبشكل مباشر مع أي اعتداء مقبل، وأنها لن تتهاون في تصفية كل من تسوّل له نفسه استهداف ما تبقى من مؤسسات الدولة، خصوصًا في ظل شحّ الموارد الطبية واستنزاف الطواقم الصحية تحت العدوان المستمر.
وما أقدم عليه أبو شباب ومن معه لا يُمكن فصله عن سلسلة الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق المنشآت الصحية في غزة.
حيث سبق أن قصفت إسرائيل أكثر من 30 مستشفى ومرفقًا طبيًا، بما في ذلك مستشفى الشفاء، والقدس، والجنوب، ومجمع ناصر ذاته في مرات سابقة، ما جعل الخدمات الطبية على شفا الانهيار.
ويبرز اسم ياسر أبو شباب في هذا السياق كأحد أبرز المتهمين بتنفيذ أعمال تخريبية داخل القطاع، تتقاطع مع أهداف الاحتلال في استهداف البنية المجتمعية والصحية.
وتشير المعطيات إلى تورطه في الاعتداء على مجمع ناصر الطبي، في وقت يشهد فيه القطاع انهيارًا غير مسبوق في الخدمات الطبية.
ومع تصاعد الضغوط الأمنية والمجتمعية، وردود الفعل العشائرية الغاضبة، تزداد التحركات لعزله وملاحقته، فيما تفيد مصادر متطابقة بمحاولته مغادرة القطاع نحو سيناء بعد تخلّي الاحتلال عن تقديم أي حماية له.
ويضع هذا المشهد تطورات القضية في مسار مفتوح على احتمالات متعددة، في ظل وعود من الجهات الأمنية بمواصلة الملاحقة وعدم التساهل مع أي جهة تتورط في المساس بالمؤسسات الحيوية خلال هذه المرحلة الحرجة.