معالجات اخبارية
أخر الأخبار

شبكة أفيخاي.. أداة نتنياهو لتمرير دعايته القذرة ضد غزة

في خطوة جديدة تكشف حجم التنسيق غير المعلن بين شبكات العملاء ودوائر القرار في الاحتلال الإسرائيلي، جاء البيان المشترك الصادر عن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف كاتس مساء الأربعاء، ليؤكد أن الجيش سيعد خطة خلال 48 ساعة لـ”منع سيطرة حماس على المساعدات”، في تكرار شبه حرفي لما روجت له قبل ذلك بساعات حسابات مشبوهة على مواقع التواصل.

وهذه “السابقة” ليست معزولة. بل إنها تعكس بوضوح كيف أصبحت بعض الحسابات الفلسطينية المرتبطة بما يُعرف بـ”شبكة أفيخاي”، أداة ناعمة في تمرير سياسات الاحتلال على الأرض، تحت ستار “النقد الذاتي” أو “التحليل الواقعي”.

عملاء “شبكة أفيخاي” يمهّدون لقرارات نتنياهو

وقبل صدور البيان الرسمي من الاحتلال بساعات، نشرت حسابات أبرزها باسم عثمان وعلي شريم، منشورات تدّعي زورًا أن المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى غزة مؤخرًا قد “استولت عليها حماس”، رغم أن الوقائع الميدانية تؤكد أن العشائر الفلسطينية هي من وفّرت الحماية للقوافل، وأنها سُلّمت لمخازن مؤسسات دولية معروفة.

والغريب أن الرواية التي نشرها هؤلاء العملاء – والذين ينشطون من أوروبا – جاءت مطابقة تمامًا للسردية التي اعتمدها لاحقًا نتنياهو وكاتس لتبرير قرار وقف المساعدات.

وهذا التطابق لا يُعد مصادفة، بل يعكس الدور الوظيفي الذي تقوم به هذه الحسابات في تقديم مادة تُدرجها الأجهزة الأمنية والدبلوماسية الإسرائيلية ضمن تقاريرها الرسمية، باعتبارها “روايات فلسطينية داخلية” تُستخدم لتبرير المجازر وسياسات التجويع أمام المجتمع الدولي.

 من هو باسم عثمان؟

باسم عثمان، الهارب من قطاع غزة، هو أحد أبرز وجوه عملاء شبكة “أفيخاي” الإلكترونية.

كان موقوفًا لدى الأجهزة الأمنية في غزة على خلفية قضايا أخلاقية وترويج مواد مخدّرة، قبل أن يفرّ خارج البلاد في ظروف مشبوهة.

واستقر لاحقًا في بلجيكا بعد زواجه من عاملة تنظيف أوروبية بهدف الحصول على الإقامة. ويُعرف عنه تعاطي المخدرات وممارسة التحريض السياسي المكشوف ضد المقاومة، عبر صفحات تروج للفوضى الأمنية وتشجع على الانفلات واستهداف مؤسسات حكومية.

اليوم، يُعد عثمان “واجهة رخيصة” للحرب النفسية الإسرائيلية، ويستخدم صفته كـ”ناشط” لنشر الأكاذيب التي تبرّر سياسات الاحتلال، كما حدث تمامًا في ملف المساعدات الأخيرة.

 من هو علي شريم؟

أما علي شريم، فهو فلسطيني يقيم في بلجيكا أيضًا، وقد برز مؤخرًا كأحد الأذرع الإعلامية لعملاء “شبكة أفيخاي”.

ويقدم نفسه كـ”ناشط مستقل” لكنه يروّج لروايات تخدم الاحتلال الإسرائيلي بطريقة ناعمة تحميل المقاومة مسؤولية الدمار، التهوين من جرائم الاحتلال، والمشاركة في حملات تضليل إعلامي تستهدف الوعي الفلسطيني من الداخل.

شريم لا يتحدث كإسرائيلي، بل كفلسطيني ناقد، وهي الأخطر، لأنه يوظف الحرية الأوروبية لإيصال خطاب الاحتلال إلى الداخل الفلسطيني بواجهة محلية. وقد ظهر مؤخرًا في منصات وندوات تُعرف بميولها التطبيعية، وهاجم فيها “راديكالية المقاومة” و”أوهام الانتصار”، كما وصفها.

 بين الخيانة والدعاية الرمادية

وما يُمارسه هؤلاء ليس “رأيًا حرًا” أو “تحليلاً سياسيًا”، بل هو اشتراك مباشر في الحرب النفسية والدعائية ضد غزة. منشوراتهم تُستخدم داخل أجهزة الاحتلال لتبرير قرارات الإبادة، ومواقفهم تهيئ المشهد السياسي والإعلامي لمجازر جديدة تحت غطاء “رواية من الداخل”.

وتُصاغ هذه الحملات بأسماء فلسطينية وتتسلل إلى النقاشات العامة على أنها “وجهات نظر مستقلة”، لكنها تؤدي عمليًا دورًا وظيفيًا في تبرير سياسات الاحتلال والتغطية على جرائمه، من خلال تشويش الرواية وتزوير الحقائق داخل الفضاء الإعلامي الفلسطيني.

وفي الوقت الذي تُستهدف فيه قوافل الغذاء بالقصف ويُقتل الأطفال على طوابير الخبز، يُنشط بعض الفلسطينيين المأجورين على الإنترنت لتبرير المجازر، وتقديم غطاء “فلسطيني الشكل” لسياسات الاحتلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى