بعد ظهورها في قطر.. ملاك فضة تواجه غضباً واسعاً وتساؤلات عن أموال التبرعات

أثار ظهور الناشطة الفلسطينية ملاك فضة في قطر جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، بعد موجة من الانتقادات التي طالتها بسبب سفرها خارج غزة بطريقة أثارت الشكوك.
وكان رد فعلها مفاجئاً ودرامياً؛ فقد ظهرت في فيديو تدعي فيه البكاء وتعلن نيتها الاعتزال عن السوشيال ميديا، ثم حذفت جميع منشوراتها على إنستغرام، قبل أن تعيد نشرها بعد دقائق، في ما اعتبره كثيرون تمثيلاً ومحاولة لتلميع صورتها أمام الرأي العام.
سفر ملاك فضة
ولم يتوقف الجدل عند الفيديو وحده، بل امتد ليشمل أسلوب خروجها من غزة، حيث سافرت برفقة زوجها وأخويها بحجة العلاج، مستعينة بشبكات غير رسمية وعصابة ياسر أبو شباب، متجاوزة كل الإجراءات الرسمية المعتمدة من وزارة الصحة الفلسطينية.
وأكدت الوزارة نفسها أن التحويلة الطبية التي حصلت عليها لا تصنف ضمن الحالات العاجلة أو ذات الأولوية، وأن خروجها تم عبر تنسيقات خاصة خارج أي قناة رسمية، ما يسلط الضوء على استثناء ملاك فضة عن النظام المتبع في معالجة حالات المرضى في القطاع.
من هي ملاك فضة؟
ومنذ الحرب على غزة، برزت ملاك فضة كناشطة إنسانية تعمل على جمع التبرعات لمساعدة الفقراء والنازحين، لكنها سرعان ما أثارت تساؤلات حول إدارة الأموال بعد أن كشفت التقارير عن حسابات مصرفية خارجية مرتبطة بها تحتوي على مئات آلاف الدولارات.
وهذه الأموال التي كان من المفترض أن تُخصص لإطعام الجائعين وتوفير الدواء للمرضى، أثارت فضول المتابعين حول مصيرها، خصوصاً مع استثناء سفرها السريع على حساب آلاف الحالات الحرجة التي تنتظر العلاج منذ شهور وربما سنوات.
وأشارت مصادر طبية إلى أن طلبات متعددة قُدمت للوزارة لإصدار تحويلة لشقيق ملاك فضة، لكنها قوبلت بالرفض لعدم وجود حالة طبية تستدعي السفر، إلا أن التنسيق مع مستشفى ميداني أردني وعصابة محلية سمح لفضة بالخروج، ما يفتح نقاشاً حاداً حول وجود سوق سوداء للسفر تحت غطاء إنساني، وتحويل الحق الإنساني إلى امتياز مالي يخضع للقدرة على الدفع والصلات الخاصة.
التبرعات وملاك فضة
والهجوم على ملاك فضة على وسائل التواصل لم يكن فقط بسبب طريقة خروجها، بل أيضاً بسبب ظهورها في قطر وحذفها وإعادة نشر منشوراتها، الأمر الذي اعتبره كثيرون تمثيلاً واضحاً لمحاولة إعادة ترتيب صورتها أمام الرأي العام بعد الانتقادات اللاذعة.
ومن خلال التعليقات المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي، أفاد عدد من المتابعين أنهم سبق أن تواصلوا مع ملاك فضة طلباً للمساعدة، إلا أنهم قوبلوا بعدم الرد، فيما أشار آخرون إلى تعرضهم للحظر من حسابها عند طرحهم أسئلة تتعلق بالمساعدات أو آلية التوزيع.
فقد تصدر وسم “أين أموال التبرعات؟” منصات التواصل، وتحولت المناقشات إلى جدل واسع عن استغلال العمل الإنساني لتحقيق مكاسب شخصية، واستغلال المعاناة الإنسانية في غزة كوسيلة للوصول إلى الخارج بسهولة.
وبالمحصلة فإن قضية ملاك فضة ليست مجرد قصة ناشطة هربت من غزة عبر أوراق مزورة، بل مرآة تعكس تشابك الفساد والاحتيال مع العمل الإنساني، وتكشف كيف تحولت معاناة المرضى والجرحى إلى باب للثراء والتهريب.





