وزير سابق في السلطة لعباس: آن أوان الاعتراف بالهزيمة

قال الوزير السابق في السلطة الفلسطينية حسن أبو لبدة إن التمسك بما يُسمّى “المنجز الوطني” لم يعد سوى وهمٍ سياسي، وهروب من استحقاق المكاشفة والاعتراف بالهزيمة، ولو مؤقتاً، وتحمل المسؤولية، والعودة إلى الحاضنة الشعبية وثوابت القضية الفلسطينية، وتغيير المسار بشكل دراماتيكي.
السلطة و”المنجز الوطني”
وأضاف أبو لبدة في مقال له بعنوان “كابوس المنجز الوطني” أن عنصرية منظومة الكراهية وأيديولوجية “إما نحن أو نحن” تتنامى على كامل مساحة فلسطين التاريخية، في ظل الموقف والفعل الإسرائيلي الاستعماري منذ احتلال عام 1967.
وأوضح أن مساحة “دولة فلسطين” وفق حدود عام 1967 تبلغ 6,225 كم²، وذلك قبل خنصرة المساحات المرشحة للسيطرة والمصادرة والضم من قبل دولة الكيان المحتل وقوته التنفيذية العنصرية الكارهة لكل ما هو فلسطيني.
وبيّن أن إسرائيل اقتطعت 182 كم² من مساحة قطاع غزة شرق الخط الأصفر الذي أعلنته حدوداً جديدة، و349 كم² في منطقة القدس، و2,188 كم² لصالح المستوطنات، إضافة إلى 176 كم² محميات طبيعية محظورة، و1,328 كم² من منطقة C بعد تخصيص مساحات المستوطنات المخطط لضمها.
وأشار إلى أن ذلك يعني أن “الدولة الفلسطينية العتيدة” قد تقوم على مساحة لا تتجاوز 32% من مساحة “دولة فلسطين” المعلنة، والتي يتم تلقينها للأبناء والتبشير بها، بينما “يذوب ريعان شبابها استشهاداً واعتقالاً وجوعاً وإبادة”.
وأضاف أنه في حال التسليم بتطلعات اليمين الإسرائيلي بقيادة سموتريتش، وضم أراضي منطقة B بمساحة 1,248 كم²، فإن “دولة فلسطين” لن تكون سوى مسخ جغرافي بمساحة 12.2%، ما يعني أن مساحة الدولة قد تتراوح بين 8% في أحسن الأحوال و3% في أسوأها من مساحة فلسطين التاريخية، قائلاً:”يعني وعلى بلاطة، مش جايبه همها”.
الاعتراف بالهزيمة
وأكد أبو لبدة أن السلطة الفلسطينية كانت بالفعل “منجزاً وطنياً” عند قيامها عام 1994، إلا أن السلوك والممارسات السياسية منذ خريف عام 2000، والتساوق مع التجاوزات الإسرائيلية وقضم الأرض بالاستيطان، والقبول الصامت بتحول هذا “المنجز” من كيان مؤقت إلى دائم، أدى إلى تكريس واقع سياسي كارثي.
وختم أنه في ظل تداعيات واقعة الطوفان، والحصار المالي، ونفض الأغلبية يدها من نهج القيادة، واستكانة السلطة، وانهيار الحدود بين مناطق A وB وC، فقد آن أوان الاعتراف بالهزيمة وخطأ استمرار الحال وحتمية التغيير.
ودعا أبو لبدة الرئيس محمود عباس واللجنة المركزية لحركة فتح إلى إعلان ذلك دون مواربة، والبدء من جديد عبر التخلي عن وهم قدسية “المنجز الوطني”، والعودة إلى مرحلة رفض العيش في ظل الاحتلال، حتى وإن كان ذلك مكرهاً، بما يرتبه من استحقاقات وطنية، مؤكداً أن:”الهزيمة ليست قدراً، والشعوب لا تموت وإن ماتت أحلامها مؤقتاً”.
ويُذكر أن حسن أبو لبدة تولّى منصب أمين عام مجلس الوزراء الفلسطيني مرتين، كما شغل منصب وزير التنمية الاجتماعية والعمل (2005–2006)، ثم وزير الاقتصاد الوطني (2009–2012) ضمن السلطة الفلسطينية.
كما شغل منصب نائب مدير المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار، والرئيس التنفيذي لمؤتمر فلسطين للاستثمار عام 2008، وهو عضو في المجلس الثوري لحركة فتح منذ عام 2009.





