قبل 2007 وما بعدها.. عباس يحمل حماس المسؤولية بينما الواقع يفضحه

في مقابلة مع قناة العربية، حاول محمود عباس تصوير السلطة الفلسطينية كفاعل أساسي لوقف الحرب على غزة، مدّعياً بذل جهود دبلوماسية حثيثة لإنهاء المجزرة، لكن الواقع على الأرض ينفي هذه الادعاءات ويكشف تناقضاته بشكل صارخ.
السلطة وحرب غزة
وادعى عباس أن السلطة تبذل جهوداً لوقف الحرب، لكن الواقع يكشف العكس، منذ اندلاع الحرب على غزة، لم تُظهر السلطة أي خطوات دبلوماسية فعلية، بل يقتصر نشاطها على السيطرة على الأموال وإدارة مشاريع الإعمار وفرض الحكم في غزة، وكأن القطاع مجرد مكسب مالي وإداري دون أي اهتمام حقيقي بحماية المدنيين.
والغارات الإسرائيلية مستمرة يومياً منذ عامين، والضحايا المدنيون يتزايدون، بينما تظل مواقف السلطة ضعيفة أو صامتة، ما يبرز التناقض الصارخ بين القول والفعل.
أوهام عباس عن غزة
وفي محاولة لتحميل حركة حماس مسؤولية ما بعد 2007، وصف عباس غزة بأنها كانت “هادئة” قبل تولي حماس السلطة.
وهذا التوصيف يبسط الواقع ويغفل سنوات طويلة من الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة بين 2004 و2007، والتي شملت عمليات عسكرية واسعة في بيت حانون، حي الزيتون، رفح ومخيمات النصيرات والبريج، مع اغتيالات قادة فلسطينيين واعتقالات جماعية للناشطين، إضافة إلى تدمير البنية التحتية وتفاقم الأزمة الإنسانية.
إضافة لذلك، ساهمت السلطة الفلسطينية في فلتان أمني داخل غزة خلال تلك الفترة، ما تسبب في صراعات ومشاكل للمواطنين قبل تولي حماس إدارة غزة، بالتالي، تحميل حماس المسؤولية فقط بعد 2007 أمر مضلل، إذ إن الدمار والأزمات تراكمت منذ سنوات الاحتلال وسياسات السلطة.
المقاومة الشعبية في الضفة
وعلى الرغم من ادعائه دعم المقاومة الشعبية، يثبت الواقع عكس ذلك في الضفة الغربية، أي مظاهرات سلمية أو احتجاجات تضامنية مع غزة تُقمع فوراً من أجهزة الأمن التابعة للسلطة، في وقت يزداد فيه الاحتلال في اقتحاماته وتوسعه الاستيطاني.
وتتضاعف الاعتقالات ضد أي نشاط مقاوم أو شعبي، ما يجعل الدعم المعلن للمقاومة الشعبية كلاماً فارغاً أمام المعطيات الواقعية.
ولم تحرك السلطة ساكناً لوقف التوسع الاستيطاني أو حماية الفلسطينيين في الضفة، بل ساهمت في تثبيت الوضع لصالح الاحتلال.
ويكشف خطاب محمود عباس الكثير عن الوضع المعقد للسلطة الفلسطينية اليوم، حيث تتقاطع الصورة الإعلامية مع الواقع العملي على الأرض، فتظهر تناقضات واضحة بين ما يُعلن وما يُنفذ فعلياً.
وتعكس المقابلة مع قناة العربية حجم الإخفاقات والتحديات الحقيقية للسلطة في إدارة الصراع وحماية المدنيين، سواء في غزة أو الضفة الغربية، وتكشف تراجع قدرتها على ضمان حقوق الفلسطينيين واستقرارهم.