في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الداخلية لحملة ما تسمى بـ”حماية وطن” التي تشنها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ضد مخيم جنين، دخلت الحملة مرحلة جديدة من التوترات بعد رفض عدد من عناصر الكتيبة 101 في جهاز الاستخبارات المشاركة في الهجوم على المخيم.
وهذا الرفض أدى إلى اعتقالات داخل صفوف الأجهزة الأمنية وتهديدات من القيادة العليا بالسلطة، مما كشف عن انقسامات عميقة داخل المؤسسة الأمنية الفلسطينية.
وفي الوقت نفسه، تتزايد الضغوطات الدولية والمحلية على السلطة لوقف الحملة وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية وغزة.
الاعتقالات داخل أجهزة السلطة
وفي تطور جديد، أقدمت أجهزة الأمن الفلسطينية على اعتقال عدد من عناصر الكتيبة 101 في جهاز الاستخبارات بسبب رفضهم المشاركة في الحملة الأمنية ضد مخيم جنين.
وأفادت مصادر أمنية بأن هؤلاء العناصر اعتبروا الحملة هجومًا يستهدف المقاومة الفلسطينية ويخدم مصالح الاحتلال، مما دفعهم إلى رفض تنفيذ الأوامر.
ردود فعل القيادة الفلسطينية
وعبر اللواء ماجد فرج، الذي يشرف على الحملة، عن انزعاجه الشديد من العصيان داخل الأجهزة الأمنية، مطالبًا باعتقال كل من يرفض المشاركة في الحملة.
وهدد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بطرد كل من يرفض المشاركة في الحملة الأمنية من منصبه فورًا، حسبما أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
تزايد الانقسامات داخل السلطة
وهناك حالة من التململ داخل صفوف الأجهزة الأمنية، حيث بدأ عدد من المشاركين في الحملة يعلنون علنًا عن رفضهم لاستمرار الحملة.
وأشار المختص بالشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد إلى أن السلطة الفلسطينية لا تمتلك موقفًا منفردًا في هذه الأزمة، وتعمل كمراقب لتطورات الساحة الفلسطينية دون اتخاذ خطوات ملموسة.
الحملة ضد جنين
وأسفرت حملة “حماية وطن” عن ارتقاء ثلاثة فلسطينيين، بينهم طفل، وإصابة العديد من المواطنين، ما يزيد من تعقيد الوضع الفلسطيني الداخلي.
واستخدمت الحملة أساليب مشابهة لتكتيكات القوات الخاصة الإسرائيلية في اقتحام جنين، مما أثار استياء كبيرًا في صفوف الفلسطينيين.
الدور الإقليمي والدولي
وفي ظل التوترات الداخلية، تواصل السلطة الفلسطينية التواصل مع الأطراف الدولية بما فيها مصر والأردن والسعودية، للحصول على الدعم في سياق الحرب الإسرائيلية ضد غزة.
وأضاف عماد أبو عواد أنه في حال توافق السلطة مع حركة حماس لتفعيل لجنة الإسناد، فإن ذلك قد يزيد من فرص الضغط الدولي لوقف الحرب.
وكشفت الحملة الأمنية في جنين عن تضارب واضح داخل صفوف السلطة الفلسطينية، حيث يتزايد التوتر بين المعارضين والمناصرين للعملية، مما قد يؤثر بشكل كبير على الاستقرار الداخلي الفلسطيني في مواجهة التحديات الإسرائيلية المستمرة.