معالجات اخبارية
أخر الأخبار

الاحتلال يوظف مسلحين وعملاء لإشعال الفوضى في غزة بغطاء “الإنسانية”

في تطور خطير يكشف حجم المؤامرة الدولية ضد سكان قطاع غزة، كشفت مصادر أمنية وتحقيقات ميدانية عن تورط الاحتلال الإسرائيلي ومؤسسة أمريكية تُدعى “غزة الإنسانية” (GHF) في تنفيذ سلسلة من الجرائم الممنهجة داخل القطاع، شملت إعدامات ميدانية، تهريب مواد مخدرة، ونهب مساعدات، تحت ستار العمل الإنساني.

مخطط أمني لتجويع السكان وتفكيك المجتمع

وبحسب مصدر في أمن المقاومة، فإن الاحتلال الإسرائيلي شكّل خلايا من العملاء المحليين لعرقلة وصول المساعدات إلى السكان، ضمن خطة متكاملة تهدف إلى إضعاف الحاضنة الشعبية للمقاومة وتشويه النسيج المجتمعي.

وأوضح أن ضباط المخابرات الإسرائيلية يزودون هؤلاء العملاء بمواقع شاحنات الإغاثة، ليقوموا بنصب كمائن مسلحة استهدفت عشرات القوافل، خصوصًا عند مداخل مدينة خان يونس.

وتم رصد مجموعات مسلحة مجهولة الهوية تنشط قرب مناطق التماس، تستخدم مركبات دفع رباعي، وتحمل أسلحة متقدمة مثل بنادق M-16، حيث تُجبر السائقين تحت تهديد السلاح على التوقف، ثم تُفرغ حمولة الشاحنات خلال دقائق.

تسليح مليشيات وعملاء

ولا تقتصر مهام هذه المجموعات على نهب المساعدات فحسب، بل تشير تقارير المقاومة إلى أنها تُدار ضمن مشروع لإنشاء ميليشيات محلية على غرار “أبو شباب”، هدفها زعزعة الاستقرار الداخلي، وتنفيذ عمليات رصد ومراقبة لتحركات نشطاء المقاومة، بل وتسليم معلومات حساسة عنهم للاحتلال.

وهذا التكتيك يسعى لضرب وحدة المجتمع الغزّي من الداخل، وتحويل مراكز توزيع المساعدات إلى ساحات فوضى وخوف بدلاً من أن تكون ملاذًا للمحتاجين.

دقيق مسمم

وفي تطور صادم، أعلنت الجهات الحكومية في غزة ضبط شحنات طحين ملوثة بأقراص مخدرة من نوع “أوكسيكودون”، تم تهريبها ضمن قوافل مساعدات ممولة أمريكيًا.

وأثبتت التحقيقات أن الأقراص كانت مخلوطة داخل أكياس الدقيق، ما يعرض آلاف العائلات لخطر التسمم دون علمها.

واعتبر مسؤول أمني أن الحادثة تمثل “محاولة ممنهجة لتفكيك المجتمع، وتدمير جيل الشباب عبر إغراقه بالمخدرات، تحت غطاء إنساني زائف”.

GHF أداة قتل بغطاء إنساني

والأخطر من ذلك جاء في تحقيق لوكالة “أسوشيتد برس”، مدعوم بشهادات ومقاطع فيديو، أكد أن متعاقدين أمريكيين ضمن مؤسسة GHF استخدموا الرصاص الحي والقنابل الصوتية ضد المدنيين في مراكز توزيع المساعدات.

وبحسب التحقيق، فإن المراكز مزودة بكاميرات مراقبة مرتبطة بغرف عمليات يديرها محللون أمريكيون وجنود إسرائيليون، وتُستخدم فيها تقنية التعرف على الوجوه لتحديد الفلسطينيين “المشتبه بهم”.

ويشير التحقيق إلى أن إطلاق النار يتم أحيانًا بعد مغادرة الفلسطينيين الموقع، ما يؤكد وجود نية مبيّتة لإيذاء واستهداف المدنيين.

تحذيرات رسمية من التعامل مع المؤسسة

وفي ضوء هذه الانتهاكات، أصدرت وزارة الداخلية والأمن الوطني بيانًا طالبت فيه المواطنين بمقاطعة مؤسسة GHF، معتبرة أنها تحوّلت إلى ذراع أمنية تابعة للاحتلال، تعمل على قمع وقتل الفلسطينيين باسم الإنسانية.

وأكدت الوزارة أن كل من يثبت تعاونه مع المؤسسة أو وكلائها سيكون عرضة للمساءلة القانونية والعقوبات القصوى المنصوص عليها في القوانين الفلسطينية.

أرقام كارثية تكشف حجم الجريمة:

  • 583 شهيدًا و4200 جريحًا خلال محاولات الوصول إلى المساعدات.

  • سعر كيس الطحين –المفترض أن يُوزع مجانًا– يباع بين 230 و600 دولار في السوق السوداء.

  • 31% من عمليات توزيع المساعدات شهدت إصابات مباشرة، وفق تقرير داخلي للمؤسسة.

وما يجري اليوم في غزة لا يمكن وصفه إلا بأنه جريمة منظمة ترتكب بدم بارد باسم الإنسانية. فالمؤسسة التي يفترض أن تخفف معاناة المحاصرين، أصبحت أداة قمعية تعمل وفق مخطط أمريكي إسرائيلي مشترك، يستهدف تفكيك المجتمع الفلسطيني، وكسر إرادة الصمود والمقاومة عبر وسائل خبيثة تبدأ بالطعام وتنتهي بالرصاص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى