تحليلات واراء
أخر الأخبار

محللون: السياسات الأمنية للسلطة تهدد الثقة الشعبية وتخدم الاحتلال

أفادت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين أن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية نفذت عمليات أمنية وصفتها بالعنيفة شمالي الضفة الغربية المحتلة، ما أدى لتحويل الأحياء السكنية إلى ساحات مواجهة.

وذكرت اللجنة أن المنازل تعرضت للقصف باستخدام صواريخ (RPG) وقذائف الأنيرجا، مما أدى لتدمير بعضها فوق رؤوس سكانها وإصابة عدد من المدنيين بجراح خطيرة.

وأكد البيان أن هذه العمليات تأتي في سياق انتهاكات منهجية تستهدف الحياة اليومية لسكان جنين ومخيمها، بما في ذلك حصار خانق مستمر منذ 40 يومًا، منع حركة المواطنين، قطع الكهرباء والمياه، وتحويل المنازل إلى نقاط عسكرية.

استهداف المستشفيات والطواقم الطبية

وأشارت اللجنة الإعلامية إلى اقتحام مستشفى ابن سينا من قبل أجهزة أمن السلطة واعتقال جرحى والاعتداء على المسعفين.

كما أصيبت الشابة ريماس عطايا برصاص مباشر خلال الأحداث، وسط إطلاق نار عشوائي على منازل المدنيين، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

وتعرض الصحفي جراح خلف للتعذيب بسبب تغطيته للأحداث، ووجهت إليه تهم باطلة مثل حيازة أسلحة وتصوير مؤتمرات للمقاومة، وهو ما اعتبرته اللجنة اعتداءً على حرية الصحافة ومحاولة لتكميم الأفواه.

 السياسات الأمنية للسلطة

وحذر الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح من خطورة الحملة الأمنية للسلطة الفلسطينية في مخيم جنين، مشيرًا إلى أنها تعمق الانقسام المجتمعي.

وأكد أن العقاب الجماعي يزيد من حدة الأزمة، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها القضية الفلسطينية، مع استمرار تصاعد الاستيطان وإبادة جماعية في غزة.

وأوضح الصباح أن هذه السياسات لن تفضي إلى حلول، مؤكدًا أنه لا يوجد منتصر عندما يواجه الفلسطيني الفلسطيني الآخر، خاصة في ظل الاحتلال الإسرائيلي.

 التمويل الأمني 

ورأى مدير مركز “مسارات” هاني المصري أن طلب السلطة الفلسطينية تمويلاً أمريكياً بقيمة 680 مليون دولار لتعزيز قدراتها الأمنية يثير تساؤلات كبيرة حول الأولويات الوطنية في هذه المرحلة.

وأكد أن السياسات الأمنية الحالية تخدم الاحتلال وتضعف ثقة الشعب بالسلطة.

وأشار المصري إلى ضرورة إعادة النظر في هذه السياسات لتحقيق التوازن بين الاستقرار الداخلي وحماية المشروع الوطني الفلسطيني.

وأضاف: “لا يمكن استمرار نهج أمني منفصل عن تطلعات الشعب؛ فهذا يهدد مستقبل السلطة السياسي.”

انحراف دور السلطة الفلسطينية

واتهم الكاتب والمحلل السياسي حسن أيوب السلطة الفلسطينية بالانزلاق نحو دور يخدم الاحتلال الإسرائيلي مباشرة.

وأشار إلى أن التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل يُستخدم لقمع المقاومة الفلسطينية بدلاً من حماية الشعب الفلسطيني.

وأوضح أيوب أن طلب التمويل الأمريكي يأتي في سياق تدريب القوات الأمنية وتزويدها بمعدات عسكرية تخدم سياسات الاحتلال.

وأضاف أن هذه الممارسات تعزز الاستيطان، حيث توفر السلطة الأمن للمستوطنين وتلاحق الفلسطينيين الذين يدافعون عن أراضيهم.

ويعيش مخيم جنين أوضاعًا إنسانية صعبة في ظل الحصار الممتد منذ أكثر من 40 يومًا، والذي شمل منع دخول المساعدات والمواد الغذائية وقطع الكهرباء والمياه.

وأتلفت محولات الكهرباء جراء إطلاق النار المستمر، مما زاد من معاناة سكان المخيم.

ودعت اللجنة الإعلامية في بيانها المجتمع المحلي ومؤسسات حقوق الإنسان إلى التدخل العاجل لوقف الانتهاكات الإنسانية والعدوان المتصاعد على مخيم جنين.

كما طالبت الفصائل الفلسطينية بتوحيد الصفوف لمواجهة هذه السياسات القمعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى