
تواصل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية حملاتها الأمنية المكثفة في الضفة الغربية، في إطار تعزيز ملاحقة المقاومين والنشطاء الفلسطينيين، رغم العدوان الإسرائيلي المستمر.
فقد اختطفت أجهزة السلطة مؤخراً محمود جبارين، أحد المطلوبين للاحتلال الإسرائيلي، من مخيم جنين، وذلك بعد تعرضه للاعتداء والإهانة في عملية اعتقال همجية تم تداول مقطع فيديو لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
الملاحقة الأمنية في الضفة الغربية
وتستمر أجهزة أمن السلطة في استهداف المقاومين والنشطاء السياسيين في الضفة الغربية، حيث قامت باعتقال الأسير المحرر إبراهيم فياض من مخيم نور شمس في طولكرم، واختطاف شاب من بلدة اليامون غرب جنين.
كما تم تفكيك العبوات الناسفة في مدينة طوباس التي كانت المقاومة قد أعدتها لمواجهة مداهمات الاحتلال.
الممارسات القمعية
ولا تزال هذه الممارسات القمعية تثير ردود فعل قوية من مختلف الأوساط الفلسطينية، حيث يرى العديد من النشطاء أن هذه الإجراءات تعزز من ضعف الحالة الوطنية وتقلل من قدرة الشعب الفلسطيني على المقاومة.
وفي هذا السياق، أثار القمع الذي تعرض له المتظاهرون في رام الله استنكاراً واسعاً، حيث تدخلت أجهزة أمن السلطة لتفريق المشاركين في وقفة تضامنية مع لبنان بالقوة، ما أسفر عن إصابات واعتقالات.
التصعيد الإسرائيلي والسلطة
بينما يواجه الشعب الفلسطيني تصعيداً إسرائيلياً متواصلاً، تبقى أجهزة أمن السلطة في موقف الانتقاد بسبب ممارساتها القمعية تجاه المواطنين الفلسطينيين والمقاومين.
ومن جهة أخرى، يستمر العدوان الإسرائيلي على مدينة طولكرم ومخيم نور شمس لليوم الـ17، ما أدى إلى تدمير شامل للبنية التحتية، بما في ذلك شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي.
وفرضت قوات الاحتلال حصارًا مشددًا على المخيمين، وقامت باقتحامات واسعة للمنازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، ما أدى إلى نزوح أكثر من 15 ألف فلسطيني.
كما أسفر العدوان عن استشهاد 12 فلسطينيًا، بينهم طفل في السابعة من عمره ومواطنتان، وأصيب أكثر من 20 آخرين بجروح، بينما اعتقلت القوات الإسرائيلية أكثر من 165 شخصًا.
والوضع الإنساني في طولكرم ونور شمس يزداد صعوبة نتيجة نقص الموارد الأساسية، مما يزيد من معاناة المدنيين.
ولم يقتصر العدوان الإسرائيلي على القصف والهدم، بل شمل أيضًا فرض حصار اقتصادي على المدينة والمخيم، مما أدى إلى أزمة غذائية وصحية حادة.