تحليلات واراء

شبكة أفيخاي تحرض على الأصوات الداعمة للمقاومة

في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر ضد الشعب الفلسطيني، برزت حملة تحريض ممنهجة تقودها شبكة “أفيخاي” تستهدف الأصوات الوطنية الداعمة للمقاومة، وذلك في خضم حرب الإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 600 يوما.

أبرز نماذج حملة التحريض الهجوم على الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية وذلك بهدف تشويه صورة المقاومة الفلسطينية وقياداتها، وخلق بيئة من التخويف والإقصاء السياسي ومنع ماصرتها.

ففي تصريحات له، حذر البرغوثي من خطورة الدعوات لرفع الراية البيضاء، مؤكدًا أن الاستسلام سيؤدي إلى اجتياح إسرائيلي شامل لقطاع غزة وتهجير السكان، مما سيقضي على الأمل لدى الشعب الفلسطيني ويؤدي إلى الهلاك.

وقد قوبلت تصريحات البرغوثي بحملة تحريض سريعة من أعضاء شبكة افيخاي والذباب الالكتروني التابع لحركة فتح والأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية.

كما تم استهداف البرغوثي، عبر تداول بيان مشبوه يهدده بالاعتداء الجسدي، منتحلًا اسم “حركة فتح والعاصفة”، وهو ما نفته حركة فتح جملة وتفصيلًا.

وقد أدانت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية هذا البيان، معتبرةً أنه يمثل اعتداءً صارخًا على حرية الرأي والتعبير، وتواطؤًا مع الاحتلال في حربه على حق الشعب الفلسطيني في الحرية والنضال.

ردود الفعل الفلسطينية

وقد أثارت حملة التحريض على الدكتور البرغوثي ردود فعل غاضبة من الفصائل الفلسطينية. فقد استنكرت حركة حماس هذه الحملة، واعتبرتها تصعيدًا لنهج الإقصاء السياسي واستهدافًا للوحدة الوطنية والنسيج المجتمعي الفلسطيني. وأكدت أن هذه الحملة تأتي في ظل مواقف البرغوثي الوطنية الوحدوية ودعمه للمقاومة ورفضه ملاحقتها في جنين.

كما دعت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية إلى إعلاء الصوت في وجه هذه الممارسات اللاوطنية، والتصدي للسلوكيات التي تتنافى مع القيم الوطنية، مشددةً على أن هذه التهديدات لن تؤثر في الدور الوطني الكفاحي للدكتور البرغوثي، بل ستزيده إصرارًا على مواصلة نضاله من أجل حماية الوحدة الوطنية وحرية الرأي والتعبير.

التحريض كأداة لإسكات الأصوات الحرة

تُستخدم حملات التحريض التي تقودها شبكة “أفيخاي” كأداة لإسكات الأصوات الحرة التي تفضح جرائم الاحتلال وتدعم المقاومة الفلسطينية. فمن خلال التشويه والتخويف، يسعى الاحتلال إلى خلق بيئة من الرعب تمنع الشخصيات الوطنية من التعبير عن مواقفها، وتُثنيها عن دعم المقاومة.

وقد حذر الدكتور البرغوثي من أن هذه الحملات تهدف إلى كسر المقاومة الشعبية، التي باتت تقلق دولة الاحتلال وتُعرّيها أمام المجتمع الدولي، مشددًا على أن الرد على هذه الهجمة يجب أن يكون عبر تبني استراتيجية وطنية عمادها الجمع بين المقاومة الشعبية وحركة التضامن الدولي ودعم الصمود الوطني واستعادة الوحدة الوطنية.

ويؤكد مراقبون أن التصدي لحملات التحريض التي تستهدف الشخصيات الوطنية الداعمة للمقاومة يُعد واجبًا وطنيًا، يتطلب تضافر الجهود من جميع الفصائل والمؤسسات الفلسطينية. فمن خلال الوحدة الوطنية والتضامن، يمكن مواجهة هذه الحملات وإفشال مخططات الاحتلال الرامية إلى تفتيت الصف الفلسطيني وإضعاف المقاومة.

وبحسب المراقبين تُعد حملة التحريض التي تقودها شبكة “أفيخاي” ضد الأصوات الوطنية الداعمة للمقاومة جزءًا من استراتيجية الاحتلال لإسكات الأصوات الحرة وتفتيت الصف الفلسطيني.

لكن هذه الحملات لن تُثني الشخصيات الوطنية عن مواصلة نضالها، بل ستزيدها إصرارًا على الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ومقاومة الاحتلال بكل الوسائل المشروعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى