أكاذيب “شبكة أفيخاي”: كيف يختلق حمزة المصري روايات وهمية لتشويه المقاومة؟

مرة أخرى، يطل أحد أبرز الأصوات المرتبطة بشبكة الدعاية الإسرائيلية في غزة، المدعو حمزة المصري، بفبركة جديدة أثارت موجة من السخرية والغضب.
هذه المرة نشر المصري على صفحاته أن “اثنين من عناصر حماس (في قطاع غزة) سلّموا أنفسهم للجيش الإسرائيلي قبل أسبوع وكانوا يحملون جثتين معهما”.
لكن سرعان ما تهاوت هذه الرواية أمام التدقيق البسيط، إذ لم يرد عنها أي ذكر في الإعلام العبري، ولا في بيانات الجيش الإسرائيلي، ولا حتى عبر منصات الاحتلال الرسمية أو شبه الرسمية.
والمفارقة الصارخة في “سبق” المصري المزعوم تكمن في غياب أي سند إعلامي أو عسكري يثبت صحته.
فمن المعتاد أن يستثمر الإعلام العبري والجيش أي عملية استسلام أو “إنجاز” بهذا الحجم في الحرب النفسية ضد الفلسطينيين. لكن هذه القصة لم تظهر لا في الصحف ولا في بيانات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ما يكشف أنها مجرد فبركة شخصية لا أساس لها.
شبكة أفيخاي ويكيبيديا
الأدهى أن المصري وصف الخبر بأنه “خاص”، محاولاً إضفاء طابع المصداقية على كذبة لا وجود لها.
وهنا يطرح السؤال نفسه: كيف يمكن لادعاء من هذا النوع أن يكون “خاصًا”، بينما لم تلتقطه حتى آلة الدعاية الإسرائيلية التي تُضخّم كل صغيرة وكبيرة ضد المقاومة؟
ومن يعرف مسيرة حمزة المصري يدرك أن خصومته مع المقاومة ليست جديدة. بل إن تاريخه مليء بمحاولات التشويه، إلى درجة أن والده نفسه تبرأ منه في فيديو علني شاهده معظم سكان غزة.
هذه القطيعة العائلية ليست تفصيلاً عابرًا، بل مؤشر على حجم الانحراف الذي يسلكه في التماهي مع الرواية الإسرائيلية، واستخدامه خطابًا مليئًا بالتحريض ضد المقاومين.
وبحسب متابعين، فإن المصري يعيش اليوم حالة عزلة اجتماعية وسياسية، فيحاول تعويضها عبر تلفيق أخبار وهمية تمنحه “اهتمامًا مؤقتًا”، حتى وإن كان ثمنها تشويه دماء الشهداء وتضحيات المقاومين.
خدمة مجانية للاحتلال
هذه الأكاذيب ليست مجرد نزوات شخصية، بل تؤدي وظيفة دعائية تصب مباشرة في مصلحة الاحتلال.
فبينما يحاول الجيش الإسرائيلي عبر أذرعه الإعلامية نشر روايات عن “تفكك المقاومة”، يأتي المصري ليقدم خدمة مجانية بتكرار نفس الرسائل، ولكن من داخل البيئة الفلسطينية، ما يجعلها تبدو “أكثر صدقية” للبعض غير المتابع.
لكن السقوط هذه المرة كان مدويًا، لأن غياب أي دليل إسرائيلي أفرغ الرواية من مضمونها، وحوّلها إلى مادة للتندر والسخرية.
ويشار إلى أن حمزة المصري يُعد أحد أبرز الأسماء التي تدور في فلك شبكة أفيخاي، وهي منظومة غير رسمية من ناشطين ومؤثرين محليين يُعاد تدوير روايات الاحتلال عبرهم بهدف ضرب الثقة بالمقاومة، وزرع الشكوك في المجتمع الفلسطيني، عبر الأخبار المفبركة أو القصص “الإنسانية” المشوهة.
غير أن هذه الشبكة المنبوذة تواجه معضلة كبرى: الافتقار للمصداقية. فحين يتم كشف الكذبة سريعًا، تتحول أدوات الدعاية إلى سلاح مرتد يُفقدها ما تبقى لها من تأثير.