تحليلات واراء

هكذا تستغل “إسرائيل” حفنة المساعدات لتبرير تصعيد جرائمها في غزة

يثير قرار حكومة الاحتلال إدخال بعض المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد نحو 3 أشهر من المجاعة، عقب ضغوط خارجية مخاوف من استغلال بنيامين نتنياهو له للتخفيف من الضغط الدولي لوقف حرب الإبادة الجماعية.

ويرى سياسيون وحقوقيون أن إدخال بعض شاحنات المساعدات للقطاع المحاصر محاولة مكشوفة لتصعيد الضغط العسكري على المدنيين.

ويتزامن قرار إدخال بعض المساعدات مع تصعيد لحرب الإبادة يشهده القطاع منذ أيام، إذ يرتكب جيش الاحتلال مجاز دامية في المربعات السكنية والشوارع والمستشفيات، أدت لارتقاء مئات الشهداء.

تبريد الجرائم

رئيس الهيئة الدولية “حشد” صلاح عبد العاطي يرى أن إدخال قوات الاحتلال عددًا محدودًا جدًا من شاحنات المساعدات لغزة خطوة شكلية، بعد 80 يومًا من الحصار الشامل والإغلاق التام للمعابر.

ويقول عبد العاطي في تصريح إنه خطوة “إسرائيل” مكشوفة وغرضها “تضليل الرأي العام الدولي وتجميل صورتها مع استمرار جرائمها ضد المدنيين في القطاع.

ويوضح أن حجم المساعدات المدخلة لا يتناسب مع حجم الأزمة الإنسانية المتفاقمة، معتبرًا أن ذلك يدخل في إطار “الاستهتار بحياة المدنيين والتوظيف السياسي للمساعدات”.

ويحذر من محاولات فرض خطط بديلة لإدارة المساعدات بعيدًا عن الوكالات الدولية، بظل رفض أممي ومحلي للخطة الأمريكية-الإسرائيلية المقترحة.

ويطالب عبد العاطي بتحرك عاجل من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لضمان إدخال كميات كافية من المساعدات وفتح ممرات إنسانية دائمة، مؤكدًا ضرورة محاسبة مرتكبي الجرائم بحق سكان القطاع.

المختص بالشأن السياسي عماد عواد يعتقد إن القرار فيه محاولة من “اسرائيل” لإظهار وعود الرئيس الأمريكي ترامب بأنها حقيقية، عبر جولته العربية لجمع فيها الأموال واستطاع إدخال المساعدات لغزة، بالتالي يكون بمثابة الإنجاز الذي تتحدث عنه واشنطن.

تخفيف الانتقادات

ويوضح أبو عواد إن القرار سيخفف شدة الانتقاد والضغط الدولي على إسرائيل، لأنها افتعلت أزمة المجاعة والأزمة الإنسانية لتسليط الضوء عليها، وتناسي ما تقوم به على الطرف الآخر من إبادة جماعية”.

ويشير إلى أن التركيز حاليا على إدخال المساعدات، بوقت تتصاعد فيه الحملات العسكرية الإسرائيلية، وأعداد الشهداء المتزايد كل يوم بشكل غير مسبوق، ولن ينال حجم انتقادات كما يجب وكما يستدعي..

ويعلل: “لان إسرائيل حصرت القضية بالمجاعة، بينما المخططات الأخرى التي تتحدث عنها وتقوم بها، لا أحد حقيقة يتحدث عنها بطريقة تدفع خ للتراجع، بل على العكس، وهنا نعني التهجير وحصر السكان بمناطق معينة ومساعدات بالحد الأدنى دون وجود أي رادع”.

ويعتقد أبو عواد أن القرار سيستغل لتبرير المزيد من المجازر، بحق سكان قطاع غزة وتبييض نتنياهو صفحة الولايات المتحدة، لكن استراتيجيًا هو بالمجمل يورط إسرائيل محلياً ودوليا وإقليماً، لكن الفاتورة التي تدفع لا تحتمل اخلاقيا ولا انسانيا ولا قيمياً”.

وبدا كذب “إسرائيل” بقضية المساعدات،من خلال قرار إدخال كمية قليلة للتحايل أمام الضغط الدولي من دول أوروبية والأمم المتحدة، وهو ما تدعمه تصريحات وزير خارجية الاحتلال ساعر، الذي قال في اجتماع “الكابينت” إن وزراء خارجية في الاتحاد الأوروبي ونواب في الولايات المتحدة ضغطوا لإدخال المساعدات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى