مذبحة توزيع المساعدات في غزة.. تقرير دولي يكشف الحقيقة

وصفت منظمة أطباء بلا حدود مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة بأنها “نظام مؤسسي للتجويع وإزالة الإنسانية”.
وجاء ذلك في تقرير أصدرته تحت عنوان “هذه ليست مساعدات.. هذا قتل منظم”، حيث أكدت أن صندوق الإغاثة العالمي يفتقر للخبرة اللازمة لتأمين توزيع آمن للمساعدات، ما أدى إلى وقوع العديد من أعمال العنف والقتل في مواقع التوزيع.
اعتداءات متكررة على طالبي المساعدات
وبدأت فرق منظمة أطباء بلا حدود مراقبة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لمؤسسة الهلال الأحمر الدولي، لرصد أي إعلانات عن فتح مواقع توزيع جديدة، لضمان وجود الطواقم الطبية في تلك المواقع.
وكانت مواقع التوزيع التي تديرها مؤسسة التمويل الدولية عرضة لانتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان، التي اعتبرتها “فخاخ موت” بسبب العنف الموجه تجاه المدنيين.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن ما لا يقل عن 1700 شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات منذ 27 مايو/أيار الماضي، أغلبهم في محيط مستشفى غزة الأوروبي.
وفي حين تؤكد مؤسسة GHF أنها تستخدم وسائل غير قاتلة مثل رذاذ الفلفل أو الطلقات التحذيرية، كشفت شهادات منظمة أطباء بلا حدود أن الهجمات على المدنيين كانت عشوائية ومستهدفة.
جرحى يتلقون العلاج بجانب أكياس الطعام
وأشار تقرير أطباء بلا حدود إلى أن الفرق الطبية لم تكن مستعدة للتعامل مع أعداد القتلى والجرحى المدنيين الذين أصيبوا أثناء البحث عن المساعدات.
ووثق أحد مديري أنشطة التمريض حالات مرضى يُحملون في نفس الأكياس البلاستيكية التي جمعوا فيها الطعام، مع إصابات نارية دقيقة تشير إلى استهداف متعمد.
وبحسب التقرير، فإن 96% من الجرحى في مواقع توزيع صندوق الصحة كانوا من الشباب، معظمهم دون سن الثلاثين، فيما تعاني الفئات الضعيفة كالمسنين والمصابين من إهمال في وصول المساعدات.
استهداف ممنهج في مواقع التوزيع
وبيّن التقرير أن الدقة العالية في إصابات الرصاص، خاصة في الرأس والصدر، تشير إلى استهداف مقصود للمدنيين، وليس إطلاق نار عشوائي.
ومواقع التوزيع الواقعة في رفح وخان يونس شهدت نسب إصابات متفاوتة في أجزاء مختلفة من الجسم، مما يعكس نمطًا ممنهجًا في استخدام القوة.
وأكدت منظمة أطباء بلا حدود أن هذه المواقع تقع تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، ما يقلل احتمال وجود الجماعات المسلحة في هذه المناطق، وينفي مبررات إطلاق النار ضد المدنيين.
المطالبات بإنهاء آلية الصندوق ورفع الحصار
ويختتم التقرير بنداءات واضحة لإسرائيل بضرورة إنهاء آلية صندوق المساعدات التابعة للأمم المتحدة، ورفع الحصار المفروض على غزة فورًا، واستئناف التعاون الكامل مع الأمم المتحدة لضمان إيصال المساعدات الإنسانية بأمان وفعالية.
وأكدت منظمة أطباء بلا حدود أن المساعدات الإنسانية يجب أن تُقدم وفق معايير واضحة تحمي حياة وكرامة المحتاجين، وليس أن تُستخدم كذريعة لقتل وتشريد المدنيين.
وقالت المنظمة: “أي توزيع للمساعدات يؤدي إلى إصابات ووفيات متكررة على مدى أشهر هو استهزاء بمفهوم الإنسانية”.