معالجات اخبارية
أخر الأخبار

هآرتس تفضح مخطط نتنياهو: “المدينة الإنسانية” غطاء لتهجير غزة

تصاعدت خلال الأيام الأخيرة أخبار حول خطة إسرائيلية جديدة تسمى “المدينة الإنسانية”، تهدف إلى نقل سكان قطاع غزة إلى منطقة خيام كبيرة في رفح. وهذا المشروع أثار جدلاً واسعاً وانتقادات شديدة، خصوصاً من داخل إسرائيل نفسها، وسط مخاوف إنسانية وأخلاقية كبيرة.

وكشفت تقارير إعلامية إسرائيلية أن القرار الخاص بإطلاق مشروع يُطلق عليه “المدينة الإنسانية” لإيواء سكان قطاع غزة اتخذ شخصياً من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وليس وزير الأمن يسرائيل كاتس كما تداول سابقاً.

وتشير المعلومات إلى أن الجيش الإسرائيلي يعاني من نقص في الإمكانيات اللازمة لتطبيق هذا المشروع، ما يطرح تساؤلات حول إمكانية تنفيذه عملياً.

وفي ظل هذه الأنباء، تصاعدت الانتقادات الحادة من داخل الأوساط الإسرائيلية، خاصة من صحيفة “هآرتس” التي اعتبرت مشروع “المدينة الإنسانية” محاولة لترحيل سكان غزة بصورة مقنّعة تحت غطاء إنساني.

ووصفت الصحيفة المشروع بأنه في جوهره لا يختلف عن معسكرات الاعتقال، معتبرة أن استخدام مصطلحات مثل “إنساني” هو مجرد غلاف لتغطية حقيقة مؤلمة.

التهجير الجماعي و”المدينة الإنسانية”

وأكدت صحيفة “هآرتس” في افتتاحيتها أن الخطة التي تقضي بنقل جميع سكان قطاع غزة إلى منطقة خيام ضخمة في رفح لا تعدو أن تكون عملية ترانسفير تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم.

وأشارت إلى أن هذا المشروع يشكل انتهاكاً صارخاً للقيم الأخلاقية، ويضع إسرائيل في موقف ينحدر فيه سمعتها الأخلاقية والتاريخية.

وبينما تواصل القوات الإسرائيلية تنفيذ عملياتها العسكرية في مناطق مكتظة بالسكان، تزداد أعداد الضحايا المدنيين، خصوصاً من النساء والأطفال، في ظل انهيار شبه كامل للنظام الصحي في القطاع.

وفي السياق، حذر الصليب الأحمر من تفاقم الأزمة الإنسانية، مشيراً إلى أن هذا العنف المستمر يفاقم من معاناة السكان ويهدد بتفجر كارثة إنسانية واسعة.

وفي الوقت ذاته، ندد الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي بالمشروع، مشبهاً إياه بممارسات استبدادية تعيد إلى الأذهان فصولاً مظلمة من التاريخ، مشيراً إلى أن قادة التمرد اليهودي في غيتو وارسو كانوا سيشعرون بالخزي لو طُرحت أمامهم مثل هذه الخطة بعد عقود على المحرقة.

وفي ختامها، دعت “هآرتس” إلى وقف فوري للعمليات العسكرية، واستعادة الأسرى، وسحب القوات من غزة، ونقل السيطرة إلى السلطة الفلسطينية ضمن ترتيبات دولية، في طرحٍ أثار هو الآخر كثيراً من التحفظات، خصوصاً في ظل فقدان الثقة الشعبية بدور السلطة ومواقفها خلال الحرب.

كما شددت الصحيفة على ضرورة الشروع في إعادة إعمار القطاع بشكل عاجل، باعتباره أولوية إنسانية لا تحتمل التأجيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى