معالجات اخبارية

تمويل غامض ورفض مصرفي دولي.. حقيقة مؤسسة غزة الإنسانية

أثارت مؤسسة تحمل اسم “غزة الإنسانية” جدلًا واسعًا بعد الكشف عن طبيعة عملها في القطاع، حيث تخضع لإشراف مباشر من الولايات المتحدة و”إسرائيل”، وتدير نقاط توزيع غذائية وُصفت بأنها “مصائد موت” للفلسطينيين.

تمويل سري لـ”غزة الإنسانية”

وفي مقابلة مع قناة Channel 4 البريطانية، أكد المتحدث باسم مؤسسة “غزة الإنسانية”، تشابين فاي، أن الإدارة الأميركية قدمت تمويلًا يقدر بـ30 مليون دولار، بالإضافة إلى مساهمات من دول أوروبية غربية رفض الكشف عن أسمائها “لأسباب سياسية”.

وأشار فاي إلى أن هذه المساهمات تتم بسرية تامة، التزامًا بطلب تلك الدول بعدم الإفصاح عن هويتها.

شهادات صادمة من موظفين سابقين

الضابط الأميركي المتقاعد أنتوني أغيلار، والذي عمل ضمن فرق تأمين مراكز التوزيع، صرح لهيئة الإذاعة البريطانية BBC بأنه شاهد القوات الإسرائيلية تطلق النار على فلسطينيين عزّل عند نقاط المساعدات، وتستخدم المدفعية ضد مدنيين جائعين.

وأضاف أن ما رآه في غزة “تجاوز كل ما شاهده في مسيرته العسكرية من وحشية”، مشيرًا إلى أن استخدام القوة كان بلا أي تمييز أو ضرورة.

ومنذ أيار/مايو 2025، تتولى مؤسسة غزة الإنسانية إدارة مشروع أميركي–إسرائيلي يهدف إلى السيطرة على ملف الغذاء في غزة بعيدًا عن مؤسسات الأمم المتحدة.

ووفق تقارير منظمات حقوقية، يهدف المشروع إلى تجويع الفلسطينيين ودفعهم إلى التهجير، وهو ما دفع الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية لرفضه علنًا.

صعوبات مالية ورفض مصرفي

ومؤسسة “غزة الإنسانية”، التي تأسست في جنيف في شباط/فبراير 2025، تواجه أزمة ثقة مالية. فقد كشفت وكالة “رويترز” أن مصرفي يو بي إس وغولدمان ساكس رفضا فتح حسابات لها بسبب “غياب الشفافية في مصادر التمويل”.

كما استقال عدد من مؤسسيها، بينهم المدير التنفيذي السابق جيك وود، مما عمّق الشكوك حول أهدافها الحقيقية.

أزمة الغذاء في غزة

داخل الكيان الإسرائيلي نفسه، تتزايد التساؤلات حول من يمول هذه المؤسسة، خاصة مع التكهنات بأن الاحتلال قد يغطي تكاليفها مؤقتًا بانتظار التمويل الخارجي.

أما وكالة الأونروا، فقد وصفت نقاط التوزيع التي تديرها المؤسسة بأنها “مصائد موت”، بعدما استشهد مئات الفلسطينيين خلال محاولات الحصول على الغذاء.

وبحسب المفوضية السامية لحقوق الإنسان، استشهد 1760 فلسطينيًا بين 27 أيار و13 آب 2025 أثناء بحثهم عن المساعدات، منهم 994 شخصًا عند مواقع مؤسسة غزة الإنسانية، و766 آخرون على طرق القوافل.

وأكدت المفوضية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي مسؤول عن هذه الهجمات، مشيرة إلى أن إطلاق النار على المدنيين أصبح “ممارسة ممنهجة” قرب مراكز المساعدات.

إلى جانب المجاعة، يواجه سكان غزة أزمة مياه خطيرة، حيث تشير الدراسات إلى أن 97% من المياه الجوفية غير صالحة للشرب بسبب التلوث والملوحة.

ومع تعطل محطات التحلية جراء القصف ونقص الوقود، يضطر السكان أحيانًا إلى شرب مياه ملوثة وسط موجة حر خانقة، ما يزيد من مخاطر الأمراض والأوبئة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى