
في وقتٍ يستمر فيه نزيف الصحفيين في غزة، الذين فقدوا زملاءهم وأرزاقهم منذ بداية الحرب، برزت تساؤلات ملحّة حول مصير تبرع مالي بقيمة مليون دولار قدمه الاتحاد الدولي للصحفيين مؤخرًا دعمًا للصحفيين الفلسطينيين، في ظل ما اعتبره كثيرون “توزيعًا غير عادل” لهذا الدعم، وسط غياب أي توضيح رسمي من نقابة الصحفيين الفلسطينيين، وعلى رأسهم ناصر أبو بكر.
أين ذهبت الأموال؟
ووفق معلومات موثقة، تم تخصيص 90% من مبلغ التبرع لمؤسسات صحفية في الضفة الغربية، بينما لم تحصل غزة – التي شهدت أكبر الخسائر في الأرواح والبنية الإعلامية – إلا على 10% فقط، وذهبت لمؤسسات محدودة لا تصنف كمؤسسات متضررة.
الصورة الأولى المرفقة توضح تصنيف 22 مؤسسة إعلامية حصلت على دعم مباشر، وتتوزع كالآتي:
-
معظمها محطات إذاعية ومنصات إعلام رقمي
-
قلة منها تعمل في غزة
-
جزء منها مقره في مدن مثل رام الله، نابلس، بيت لحم، جنين، وحتى القدس
أما الصورة الثانية فتُظهر أسماء هذه المؤسسات، ومكان كل منها، بما في ذلك تلك الموجودة في غزة مثل:
-
DONIA AL WATAN
-
NAB FOR MEDIA
-
QudsNews Agency
-
Albawaba24
-
LAST STORY
-
Al watan radio
اللافت أن المؤسسات العاملة فعليًا داخل غزة والمستهدفة مباشرةً بالعدوان لم تكن هي الجهات الأساسية المستفيدة.
صمت نقابة الصحفيين
وفي ظل هذا التوزيع، لم تُصدر نقابة الصحفيين الفلسطينيين أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي تفاصيل توزيع المبلغ، ولا توجد شفافية أو قائمة منشورة توضح المعايير أو الجهات المستفيدة.
وفي المقابل، يتباكى مسؤولو النقابة على زملائهم الشهداء والمحرومين في غزة، بينما يتنقلون بجوازات دبلوماسية ويشاركون في رحلات ومؤتمرات خارجية مدفوعة التكاليف، دون تقديم دعم حقيقي للصحفيين الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ بداية الحرب.
وقفات قصيرة أمام الكاميرات، وتصريحات إعلامية لا تغني ولا تسمن من جوع، هي كل ما تقدمه النقابة، فيما يواجه صحفيو غزة ظروفًا غير إنسانية دون دعم، بل ويخشون حتى من الاعتراض.
ورغم ضخامة الخسائر التي تكبدها الصحفيون في قطاع غزة، الذين فقدوا أرواحهم ومقارهم ومعداتهم خلال العدوان، لم تُراعَ هذه التضحيات في آلية توزيع التبرع الذي قدمه الاتحاد الدولي للصحفيين. فقد تم تخصيص الجزء الأكبر من الدعم لمؤسسات في الضفة الغربية، في حين نالت غزة نسبة ضئيلة لا تتناسب مع حجم الكارثة التي تعيشها.
وفي المقابل، تلتزم نقابة الصحفيين صمتًا مطبقًا، دون أن تصدر أي توضيح رسمي حول هذا التوزيع أو تكشف عن المعايير التي جرى اعتمادها. ومع تفاقم المعاناة، يتمسك صحفيو غزة بمطلبهم المشروع العدالة والشفافية في إدارة أموال الدعم المُخصصة أصلًا لهم في وقت المحنة.