“ماذا يفطر الناجحون”.. قناة العربية وسيناريو التجاهل الإعلامي لمأساة غزة

بينما يعاني قطاع غزة من مجاعة قاتلة ومأساة إنسانية غير مسبوقة، تبدو قناة العربية السعودية منغمسة في تقديم برامج سطحية مثل “ماذا يفطر الناجحون؟”، في تناقض صارخ مع الواقع المؤلم للسكان المحاصرين.
ويأتي هذا التجاهل الإعلامي في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي منع الصحافة العالمية من دخول القطاع، خشية انكشاف جرائم الإبادة والتجويع الممنهج، فيما يُقتل المدنيون يوميًا وتُمنع المساعدات الأساسية من الوصول إلى مستحقيها.
قناة العربية وسردية التحريض ضد غزة
وتتبع قناة العربية التي تمولها السعودية نهجًا تحريضيًا واضحًا ضد المقاومة الفلسطينية منذ بدء الحرب على غزة، مقدمة تغطيات منحازة تخدم الرواية الإسرائيلية على حساب الحقيقة الميدانية.
وتتجاهل قناة العربية الجرائم اليومية التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين في غزة، وتركّز في تغطيتها على الرواية الإسرائيلية وحدها، لتُظهر المقاومة الفلسطينية وكأنها السبب في استمرار الحرب، رغم أن الاحتلال هو الطرف الذي يعرقل أي جهود للتوصل إلى حل سياسي أو إنساني.
برامج الترفيه وسط المعاناة
وتعكس برامج مثل “ماذا يفطر الناجحون؟” فشل الإعلام في تغطية الكارثة الحقيقية التي يعيشها الفلسطينيون، وتُرسل رسالة ضمنية بأن معاناة غزة ليست قضية تستحق الاهتمام، بل مجرد خلفية هامشية، بينما تظل الشاشة مكرسة للمحتوى السطحي والترفيه الفارغ.
ويعكس هذا النهج كيف أن الإعلام في بعض الدول العربية، وخصوصًا السعودية، يسهم في إخماد صوت الفلسطينيين وتعزيز سياسة القهر الإعلامي، في وقت يحتاج فيه القطاع إلى دعم إنساني ووعي عالمي بكارثته.
تجاهل الحقيقة وإضعاف التضامن
ولم تعد قناة العربية تقتصر على كونها منبرًا إخباريًا، بل تحولت إلى أداة لتشكيل الرأي العام بما يخدم الرواية الإسرائيلية، عبر بث رسائل تحريضية وتشويهية تتجاهل مأساة المدنيين وتضعف روح التضامن الشعبي مع غزة.
وفي ظل تصاعد الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية، تبرز أهمية التغطية المهنية والمتوازنة لكشف الحقائق، ودعم حقوق الضحايا، وتجنب التواطؤ مع سياسات التطبيع والتضليل الإعلامي.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشنّ الاحتلال الإسرائيلي، بدعم مباشر من الولايات المتحدة، حرب إبادة شاملة على قطاع غزة، تقوم على القتل الممنهج والتجويع والتدمير والتهجير القسري، في تحدٍ صارخ للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.
وخلال هذه الحرب، تجاوز عدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين 204 آلاف، معظمهم من النساء والأطفال، فيما لا يزال أكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين.
كما خلّف العدوان مئات آلاف النازحين ومجاعة فتّاكة أودت بحياة العشرات يوميًا، بينهم أطفال، إلى جانب دمار واسع طال مختلف مناطق القطاع.