
لم يكن فرار وائل موسى من قطاع غزة إلى تركيا مجرد هروب عابر من فضيحة مالية، بل تحوّل سريعًا إلى صفقة أمنية قذرة، التحق فيها موسى طوعًا بركب أدوات الاحتلال الإسرائيلي وأذرع التنسيق الأمني، ليصبح أحد أبواق الحرب النفسية ضد المقاومة الفلسطينية وأهالي غزة.
من موظف فاسد إلى محرض على الدم
وائل موسى، الذي عُرف في غزة قبل سنوات بسلوكياته المشبوهة وتورطه في سرقات مالية من مؤسسات عمل معها، وجد نفسه مكشوفًا أمام الناس والمؤسسات الرقابية.
وبعد أن أثبتت الأجهزة الأمنية في غزة تورطه بالفساد المالي، هرب موسى إلى تركيا، وهناك بدأ فصلاً جديدًا من الخيانة والتشهير بالناس والمؤسسات، في محاولة رخيصة لقلب الحقائق وتقديم نفسه كضحية.
ولكن موسى لم يكتفِ بالشتائم والتشهير. بل حوّل نفسه إلى أداة تحريض مباشر على القتل، مخصصًا محتواه لهجوم ممنهج على المقاومة الفلسطينية، متوعدًا أهالي غزة بقصف الطائرات الإسرائيلية، وداعمًا بصوت واضح لاستمرار المجازر تحت ذريعة محاربة “الإرهاب”.
بوق خلية أفيخاي أدرعي
والتحق وائل موسى رسميًا بمشروع “خلية أفيخاي”، وهو فريق يضم شخصيات عربية وفلسطينية في أوروبا وتركيا ومصر، يديره الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، ويهدف إلى تقويض حكم المقاومة في غزة.
وهذه الخلية تعمل على تنفيذ حملات تضليل وترويج لروايات الاحتلال، عبر حسابات مزيفة ومقاطع فيديو مدروسة تبث الإحباط في الشارع الفلسطيني.
وموسى، بحقده وانفصاله عن واقع غزة، تحوّل إلى أحد أبرز أدواتها، مشاركًا في التحريض على أسماء محددة يتم اغتيالها لاحقًا، ما يكشف حجم التنسيق بينه وبين أجهزة الأمن الإسرائيلية.
منصة “المنخل” وائل موسى بلسان الاحتلال
ويدير وائل موسى عدة منصات إعلامية أبرزها “المنخل”، التي تحوّلت إلى وكر للتحريض، حيث تمتلئ بالشماتة في ضحايا القصف الإسرائيلي، والسخرية من أهالي الشهداء، والتشهير بالنساء، وشيطنة كل من يؤيد المقاومة أو حتى يلتزم الصمت.
وقد ظهرت خطورته بشكل خاص خلال حرب الإبادة المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، حيث تكررت حالات اغتيال شخصيات غزية بعد أيام من تحريض موسى عليها، في سيناريو يكشف علاقة مباشرة بالمخابرات الإسرائيلية، وليس فقط بالأجهزة الأمنية في السلطة.
وكل ذلك يفعله موسى بحثًا عن المال والمكانة، بعد أن لفظه المجتمع الغزي بسبب فضائحه. فحقده على المقاومة ليس مبدئيًا، بل انتقامي، إذ يعتبرها المسؤولة عن كشف فساده.
واليوم، يعيش موسى من ترويج الكراهية، مدفوعًا بتمويلات مشبوهة، ومتواطئًا مع أجهزة تعرف جيدًا كيف تستخدم أمثاله.