
شهد التعاون الأمني بين أجهزة السلطة الفلسطينية وجيش الاحتلال خلال العام الماضي تحسّنًا ملحوظًا، حيث وصفه مسؤولون أمنيون إسرائيليون بأنه من بين الأكثر كفاءة وفعالية منذ سنوات.
وأكدت التقارير أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية نجحت في إحباط مئات العمليات ضد قوات الاحتلال، فضلاً عن ضبطها لأسلحة وعبوات ناسفة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.
السلطة في خدمة الاحتلال
وأوضح مسؤولون إسرائيليون أن أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية قامت خلال الفترة الماضية بإحباط 164 محاولة تنفيذ عمليات مسلحة ضد الاحتلال، كما ضبطت عبوات ناسفة ومعدات قتالية.
بالإضافة إلى ذلك، عملت على مراقبة الطائرات المسيّرة التي سقطت في مناطق السلطة، وأعادت مستوطنين إسرائيليين دخلوا بطريق الخطأ إلى الأراضي الفلسطينية تحت حماية أمنية فلسطينية، ما يعكس مستوى التنسيق المتطور بين الطرفين.
عملية “غوش عتصيون” والسلطة
وعلى الرغم من هذه الإنجازات، أعادت عملية إطلاق النار التي وقعت مؤخرًا قرب مفترق “غوش عتصيون”، والتي نفذها شرطيان فلسطينيان، إثارة المخاوف بشأن قدرة أجهزة أمن السلطة على منع الاختراقات.
وكشفت التحقيقات أن المنفذين أنهيا تدريبًا مكثفًا استمر خمس سنوات، تضمنت تدريبات خارج الأراضي الفلسطينية، وحصلوا على رتبة “ملازم ثانٍ” لكن تم تعيينهما مؤقتًا في مناطق “طولكرم” و”بيت لحم”.
وهذا التعيين المؤقت هو محور التحقيقات الأمنية الجارية لمعرفة أسباب عدم الكشف المبكر عن نيتهما.
وردًا على الحادثة، اتصل كبار مسؤولي أجهزة أمن السلطة مع القيادة الإسرائيلية وأكدوا أن العملية استثنائية لا تعكس موقف السلطة، مع تأكيدهم على أهمية استمرار التنسيق الأمني.
وأعلنت السلطة تشكيل لجنة تحقيق داخلية لفحص الملابسات، والجهات التي قد تكون دعمت المنفذين، بالإضافة إلى آليات التقصّي الأمني.
تعزيز النفوذ الأمني عبر “الحرس الرئاسي”
وكشف مصدر أمني إسرائيلي أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي تبذلان جهودًا حثيثة لاستقطاب عناصر من داخل أجهزة أمن السلطة للعمل المسلح في الضفة الغربية، بما يشمل أفرادًا من الشرطة الفلسطينية.
ولكن التقييم الأمني يؤكد أن هذه المحاولات تبقى محدودة ومحصورة، حيث لم تُسجل منذ مارس 2024 أي عمليات مشابهة تُنسب لأجهزة أمن السلطة، ما يجعل الفترة الحالية من الأكثر هدوءًا مقارنة بالفترات السابقة.
وفي إطار تعزيز السيطرة الأمنية، يعمل الحرس الرئاسي التابع للرئيس محمود عباس على تثبيت أفراده في مواقع أمنية حساسة داخل الأجهزة الأمنية، وهؤلاء الضباط تلقوا تدريبات غربية، ويمثلون توجهات حديثة في التنسيق الأمني وإدارة الملف الأمني الفلسطيني.