معالجات اخبارية
أخر الأخبار

إلياس رودريغيز: من هو منفذ هجوم المتحف اليهودي في واشنطن؟

في ظل حرب الإبادة المستمرة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، تتراكم مشاعر الغضب والاحتقان حول العالم. عشرات الآلاف من الشهداء، معظمهم من الأطفال والنساء، ودمار شامل للمنازل والمستشفيات والمخيمات، وسط صمتٍ رسمي من عواصم القرار العالمي وتواطؤ مكشوف من الحكومات الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.

وهذا الغضب لم يظل محصورًا في البيانات والشعارات، بل خرج عن صمته بأشكال مختلفة، كان أكثرها إثارة للصدمة الهجوم الذي نفّذه الشاب الأمريكي إلياس رودريغيز (30 عامًا) قرب السفارة الإسرائيلية في واشنطن، والذي أسفر عن مقتل موظفَين دبلوماسيَين، خلال فعالية رسمية مساء الأربعاء.

من هو إلياس رودريغيز؟

إلياس رودريغيز، شاب أمريكي من مدينة شيكاغو، قرر – بحسب ما ورد في رسالته الأخيرة – أن يسجّل موقفًا حادًا في وجه الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.

وقال في رسالته التي نُشرت بعد العملية:”ما قمت به كان سيكون مبررًا أخلاقيًا قبل 11 عامًا خلال عدوان غزة، لكن اليوم، بعد أن بلغ عدد الشهداء في غزة أكثر من 53 ألفًا، بات السكوت خيانة.”

أضاف رودريغيز:”الفظائع في غزة والدعم الأمريكي المستمر لها دفعاني لاتخاذ هذا القرار… هناك من يرون أن الجناة فقدوا إنسانيتهم. لكنني أرى أن الوحشية هي جزء من الإنسان، وتبريرها جريمة أخلاقية.”

هجوم المتحف اليهودي في واشنطن

ووقع الهجوم مساء الأربعاء – صباح الخميس بتوقيت فلسطين – أمام المتحف اليهودي التابع للسفارة الإسرائيلية في العاصمة الأميركية، خلال حفل استقبال نظّمته اللجنة الأميركية اليهودية للدبلوماسيين الشباب.

وبحسب الشرطة، اقترب رودريغيز من اثنين من موظفي السفارة وأطلق عليهما نحو 10 رصاصات من مسافة قريبة، ما أدى إلى مقتلهما على الفور.

الموظفان القتيلان هما “يارون ليشينسكي” و”سارة ميلغريم”، وهما دبلوماسيان شابان تربطهما علاقة خطوبة، وفق ما أوردته صحيفة “واشنطن بوست”.

بعد تنفيذ العملية، دخل رودريغيز إلى المتحف وردد شعارات مؤيدة لفلسطين، ثم جلس بهدوء عند المدخل حيث تم اعتقاله دون مقاومة، مرددًا:”فعلت ذلك لأجل غزة… من أجل الأطفال الذين يموتون كل يوم.”

 الغضب من مجازر غزة

وأكد مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أن رودريغيز تصرّف بشكل فردي، ولا توجد أدلة على ارتباطه بتنظيمات متطرفة.
كما ذكرت الشرطة أن المهاجم لم يكن على رادار الأجهزة الأمنية، ولا يمتلك سجلًا إجراميًا.

فيما أفادت وسائل إعلام أميركية أن رودريغيز كان ناشطًا يساريًا وشارك في احتجاجات مناهضة للحرب في شيكاغو، لكنه لم يُظهر في السابق ميولًا عنيفة.

وأثار الهجوم ردود فعل غاضبة من الاحتلال الإسرائيلي، حيث قال وزير الخارجية جدعون ساعر إن “الدبلوماسيين الإسرائيليين يواجهون تهديدات متزايدة حول العالم”.

أما زعيم المعارضة يائير لابيد فقال إن “هذا الحادث يُجسد ما يُشبه عولمة الانتفاضة”.

وصرّح رئيس المنظمة الصهيونية العالمية يعقوب هاجويل بأن ما جرى في واشنطن “هو امتداد لهجوم 7 أكتوبر… هذه هي الجبهة الثامنة”.

وأصدرت الخارجية الأميركية بيانًا أعربت فيه عن صدمتها وأسفها، وأكدت التزامها بحماية البعثات الدبلوماسية، بينما عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن “قلقه من تصاعد العنف المرتبط بالقضية الفلسطينية”، داعيًا إلى إنهاء ما وصفه بـ”التحريض في الجامعات ووسائل الإعلام”.

وفي المقابل، شكك كثير من المحللين في أن يؤدي هذا الهجوم إلى مراجعة حقيقية للدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل، رغم تصاعد الاحتجاجات داخل الجامعات والمؤسسات الأميركية ضد سياسات واشنطن في الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى