السلطة الفلسطينية تترك مرضى غزة يواجهون التشرد في رام الله

في الوقت الذي يواجه فيه الفلسطينيون في غزة حربًا وحصارًا خانقًا، تطفو على السطح أزمة جديدة تكشف حجم تقصير السلطة الفلسطينية وإدارتها الصحية تجاه مرضاها.
عشرات المرضى من غزة، وبينهم مصابون بالسرطان والأمراض المزمنة، أصبحوا مهددين بالتشرد في رام الله بعد أن قررت إدارة المستشفى الاستشاري إنهاء ترتيبات إقامتهم في فندق “الرتنو” دون توفير أي بديل يحفظ كرامتهم أو يضمن استمرار علاجهم.
السلطة الفلسطينية ومرضى غزة
فقد أبلغت إدارة المستشفى الاستشاري العربي في رام الله، وهو أحد المشاريع الاستثمارية التابعة لصندوق الاستثمار الفلسطيني، إدارة فندق الرتنو بإنهاء التعاون المتعلق بإقامة مرضى غزة ومرافقيهم، اعتبارًا من 31 أغسطس/آب 2025.
وأكدت إدارة المستشفى أن اليوم المذكور سيكون آخر يوم للتعامل، وأنها لن تتحمل أي مسؤولية مالية أو تنظيمية تجاه المرضى بعد ذلك.
السلطة الفلسطينية تتجاهل النداءات
وهذا القرار أثار موجة غضب واستنكار بين المرضى وعائلاتهم، الذين عبّروا عن خشيتهم من أن يجدوا أنفسهم بلا مأوى، خاصة في ظل ظروفهم الصحية الحرجة.
وأكدت العائلات أنها راسلت رئيس وزراء السلطة محمد مصطفى والجهات الرسمية، لكن لم تتلقَّ أي رد أو حل، ما يضاعف شعورهم بأن السلطة تركتهم لمصير مجهول.
مرضى غزة يواجهون التشرد
وعلّق الناشط الفتحاوي صالح ساق الله بغضب قائلاً:”في ظل ما يتعرض له قطاع غزة من حرب إبادة وحصار، تطل علينا مستشفيات كنا نحسبها وطنية، لكن تصرفاتها فاقت بشاعت الاحتلال وبن غفير بحق أهل غزة تقرر طرد مرضى السرطان من الفنادق ورميهم إلى الشارع”.
وأكد عدد من المرضى أنهم تلقوا إشعارًا من إدارة المستشفى بضرورة إخلاء فندق “الرتنو” مع نهاية أغسطس/آب، دون توفير أي بديل.
وقالوا إنهم ابتداءً من 1 سبتمبر سيجدون أنفسهم على أرصفة شوارع رام الله، بعدما طرقوا جميع الأبواب الرسمية بلا استجابة أو حل.
أزمة مضاعفة بفعل الإهمال الرسمي
ويرى أهالي المرضى أن إنهاء ترتيبات السكن دون خطة بديلة لا يعكس فقط غياب المسؤولية الإنسانية، بل يكشف أيضًا حجم تقصير السلطة الفلسطينية وتخليها عن مسؤولياتها تجاه أبناء غزة، مؤكدين أن ما جرى يمثل دليلاً جديدًا على الإهمال الرسمي في التعامل مع قضايا إنسانية بالغة الخطورة.
ويحذّرون من أن ترك المرضى وأسرهم في هذه الظروف قد يؤدي إلى كارثة إنسانية، حيث تتقاطع معركة المرض مع معركة البقاء وسط أوضاع سياسية وصحية متدهورة.
ويُذكر أن المستشفى الاستشاري العربي يُعد أحد المشاريع الاستثمارية الكبرى التابعة لـ صندوق الاستثمار الفلسطيني، الذراع الاقتصادية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ويُروج له كأحد أهم الاستثمارات في القطاع الصحي.