تحليلات واراء

أسامة الدليل.. وجه الإعلام الفاسد الموالي للتطبيع والاحتلال الإسرائيلي

تحول الصحفي المصري أسامة الدليل، رئيس قسم الشؤون الدولية في جريدة الأهرام، من صحفي محلي معدوم الشهرة إلى وجه إعلامي يروّج لمواقف التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي ويهدم مصداقية الإعلام المصري في معالجة القضايا الوطنية والعربية الكبرى.

فقد أصبح ظهوره المتكرر على قنوات التطبيع العربي، سواء في الإمارات أو السعودية أو البحرين أو حتى المنصات الإقليمية، منصة مستمرة لشيطنة المقاومة الفلسطينية والتحريض عليها بطريقة تتماهى مع الحملات الإسرائيلية الرسمية.

وفي أكثر من مقابلة، أطلق الدليل تصريحات علنية عن المقاومة الفلسطينية، مثل وصفه لها بأنها “عامل مضاعف للأزمات” في غزة، متجاهلًا الاحتلال الإسرائيلي المستمر والمجازر التي يرتكبها بحق المدنيين.

وتعكس هذه التصريحات، التي ظهرت على شاشات عربية وعالمية، محاولة واضحة لتحويل الرأي العام العربي ضد المقاومة، في حين يتجاهل تمامًا الحقوق الفلسطينية الأساسية.

كما لا يخفى على المتابعين أن الدليل لا يكتفي بتحليل الأحداث السياسية، بل يشارك بشكل مباشر في توجيه الخطاب الإعلامي لصالح مشاريع التطبيع الإقليمي.

فقد ظهر في قنوات إماراتية وسعودية أثناء توقيع اتفاقيات التطبيع، حيث قدمها على أنها تحركات “ضرورية وحيوية للمنطقة”، متجاهلًا احتجاجات الشعوب العربية المعارضة، وهو بذلك يساهم في إعادة صياغة الوعي الجماهيري لصالح الاحتلال.

من هو أسامة الدليل؟

يعرف الدليل بحسب الدائرة المقربة منه بلقب الصحفي الفاسق المدن على المخدرات (الحشيش) والكحول، والمنغمس في سهرات الكباريهات من دون أن يستبعد أن يكون قد تعرض للإسقاط في إحدى سهرات لياليه الحمراء.

وعلى المستوى المهني، يشكّل الانحياز المفضوح من الدليل خطورة بالغة، فصحفي في منصبه ونطاق تأثيره الكبير يجب أن يوازن بين التحليل والحقائق، لكنه بدلًا من ذلك، استبدل المهنية بالولاء لأجندة خارجية.

ويصف الدليل المقاومة بأنها “إخفاق سياسي”، لكنه يغفل الجرائم الإسرائيلية المستمرة مثل استهداف المدنيين في مخيمات غزة والمدارس والمساجد، ويقلل من حجم المأساة الإنسانية، مما يجعله أداة فعالة لتبييض صورة الاحتلال لدى الجمهور العربي.

وتتفاقم الإشكالية عندما نعلم أن الدليل يستفيد من منصبه في جريدة الأهرام لنشر مقالات وتقارير تعكس نفس الخط التحريري المؤيد للتطبيع، مثل مقالته الأخيرة التي حاول فيها تصوير مشاريع الإمارات والسعودية مع تل أبيب على أنها “خطوة ضرورية للسلام الإقليمي”، وهو بذلك يغذي خطابًا إعلاميًا يخدم مصالح الاحتلال بدل مصالح مصر والأمة العربية.

كما لا يمكن تجاهل أن أسلوبه الشخصي، الذي يميل إلى إلقاء الاتهامات والتهوين من دور المقاومة الفلسطينية، يفتح المجال أمام تسييس الإعلام المصري لصالح قوى خارجية.

ويظهر الدليل في مقابلاته وهو يقلّل من التضحيات الفلسطينية، ويقارن بين أعمال المقاومة وما يسميها “تجاوزات”، متجاهلًا أن هذه الأعمال تأتي رداً على جرائم الاحتلال. هذه التوجهات تجعل منه أداة دعائية أكثر من كونه محللًا محايدًا.

ويرى مراقبون أن أسامة الدليل أصبح يمثل خطرًا على سمعة مصر العربية في المحافل الإقليمية، حيث يقدم صورة مغلوطة عن الموقف المصري من القضية الفلسطينية، ويعكس التزامًا بمصالح أجنبية على حساب الحقوق الوطنية.

فكل تصريح له يُعيد إنتاج السردية الإسرائيلية في الإعلام العربي، وهو بذلك يساهم في تهميش المقاومة وتوجيه الرأي العام بعيدًا عن الواقع الفعلي للصراع.

وعليه يظهر أسامة الدليل كرمز للصحفي الذي يتحول من ناقل للحقائق إلى أداة سياسية لصالح الاحتلال والتطبيع، وهو ما يستدعي مساءلة الإعلام المصري عن مدى التزامه بالقيم المهنية والأخلاقية، خاصة فيما يتعلق بقضايا حساسة كالحقوق الفلسطينية.

ويشدد المراقبون على أن استمرار هذا الانحياز الإعلامي يشكل تهديدًا مباشرًا للمصداقية الوطنية ولحرية التعبير، ويضع الإعلام المصري تحت مظلة التوجيه الأجنبي، بدلًا من كونه منصة لحماية المصالح العربية والمواطنين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى