معالجات اخبارية

شبكة أفيخاي.. وجه التحريض الإعلامي وراء اغتيال أنس الشريف

في جريمة اغتيال مدبرة بكلّ تفاصيلها، استشهد الصحفي الفلسطيني أنس الشريف مع خمسة من زملائه الميدانيين، بعد استهداف مباشر ودموي لخيمة الصحفيين قرب بوابة مستشفى الشفاء شمالي قطاع غزة، في قصف إسرائيلي دموي يفضح الوجه القاتم للاحتلال الذي لا يرحم الكلمة الحرة ولا شهود الحقيقة.

شبكة أفيخاي واغتيال الشريف

ولم يكن اغتيال أنس الشريف وزملائه حادثًا عشوائيًا أو نتيجة فوضى الحرب، بل تتويجًا لحملة تحريض ممنهجة وشرسة شنّتها شبكة أفيخاي الدعائية التابعة للاستخبارات الإسرائيلية، والتي تستعين بأذرع محلية مشبوهة لتهيئة الرأي العام لتبرير استهداف كل صوت فلسطيني مقاوم، خاصة الصحفيين الذين يوثقون جرائم الاحتلال.

ويقف في مقدمة هؤلاء المحرضين مصطفى عصفور، الهارب من غزة بسبب قضايا عمالة وتحرش، والذي قاد حملات التحريض المفتوحة والمباشرة ضد أنس الشريف، وسبق له أن كان المحرض الأول على استهداف الشهيد الصحفي حسن أصليح، مستخدمًا كل أدوات الكذب والتزوير لتشويه سمعة الصحفيين.

إلى جانبه، يُعتبر محمد أبو طه، ضابط مخابرات السلطة الفلسطينية في مصر، والمتخفي تحت اسم “محمد أبو فراس”، من أبرز أذرع التحريض المباشر، حيث عمل على التنسيق مع جهات الاحتلال وتفعيل حملات تشويه منظمة تستهدف أنس الشريف شخصيًا، وتهيئة الأجواء لاغتياله.

ولا يقل عنهم سوءًا وأدنى مستوى من الخسة حساب “المنخل” الذي يديره الجاسوسان محمد سوالمة ووائل موسى، والذي يُعتبر من أخطر أدوات التحريض والتشويه في شبكة أفيخاي.

“المنخل” والتحريض على غزة

وهذا الحساب ليس مجرد منصة إعلامية، بل هو ماكينة دعاية سوداء تنشر الأكاذيب والشائعات الكاذبة بحقد وغيظ، مستهدفًا الصحفي أنس الشريف، حيث بثّ عبره أبشع الحملات التحريضية الممنهجة التي هدفت إلى تشويه صورته، النيل من مصداقيته، وإضعاف موقفه الإعلامي.

“المنخل” لم يتوقف عن نشر الفتن والسموم الإعلامية التي ساعدت بشكل مباشر على حصار أنس الشريف وتعريض حياته للخطر، وجعلته هدفًا سهلاً في مواجهة آلة القتل الاحتلالية.

ويركز على نشر الأكاذيب والتشويش الإعلامي الذي يهدف إلى إضعاف ثقة الفلسطينيين في مقاومتهم وصحافتهم الحرة، مستغلاً حالة الاستقطاب والأزمات المتصاعدة.

من هو أنس الشريف؟

أنس جمال محمود الشريف (3 ديسمبر 1996 – 10 أغسطس 2025) هو صحفي فلسطيني من مخيم جباليا، عمل مراسلًا مع قناة الجزيرة خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.

ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، كان أنس الشريف من أوائل الصحفيين الذين غطّوا الميدان ببسالة، ناقلًا للعالم مشاهد المجاعة والدمار، متحديًا التهديدات وقذائف الاحتلال، حتى استُهدف في جريمة تستهدف الكلمة الحرة.

وهذا الاستهداف ليس حادثًا عشوائيًا، بل هو جزء من سياسة ممنهجة ترتكبها إسرائيل، بدعم أمريكي كامل، متجاهلة كل القوانين والمواثيق الدولية، حيث تستهدف المدنيين والصحفيين على حد سواء، في إطار حملة إبادة جماعية ممنهجة ضد سكان غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى