
منذ بداية الحرب على غزة، يواصل المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي ومنصاته، حملة تحريضية ممنهجة ضد الصحفي أنس الشريف، مراسل قناة الجزيرة.
لكن اللافت أن أدرعي صعّد وتيرة الاستهداف بشكل واضح مطلع يوليو الجاري، إذ نشر ثلاث مرات متتالية مقاطع فيديو تحريضية ومباشرة تستهدف أنس، كان أحدثها خلال الأيام القليلة الماضية.
تحريض إسرائيلي على أنس الشريف
وما يقوم به أدرعي لم يعد مجرد تهديد مبطّن، بل تحريض مباشر ومقصود، يأتي في سياق محاولة لمعاقبة أنس الشريف على صموده المهني في شمال قطاع غزة، حيث بقي مرافقًا للناس في أقسى ظروفهم، موثقًا الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها الاحتلال بحق المدنيين.
والأخطر أن هذا التحريض لا يقتصر على أدرعي وحده، بل تشارك فيه شبكة كاملة من الحسابات المرتبطة به، تعرف بكونها امتدادًا لآلة الدعاية الإسرائيلية في الإعلام الرقمي، ومن أبرزها صفحة “المنخل”، التي تعمل على استهداف أنس الشريف بنفس النمط التحريضي، وتعيد نشر مضمون أدرعي وتدعمه باتهامات وشتائم مباشرة، بلغة سوقية تهدف لتشويه السمعة والتحريض الشعبي عليه.
وفي محادثة مطوّلة أجراها أنس مؤخرًا مع أحد معارفه، قال:”أدرعي يحرّض ضدي لأنه يريد إثارة الناس عليّ. هذه هي غايته من كل ما ينشره الآن، حتى إذا ما أصابني مكروه، يُحمّل الناس مسؤوليته”.
وهذا النمط من التحريض يتقاطع أيضًا مع حملات منسّقة يقودها ما يُعرف بـ”المنخلجية”، وهي حسابات مشبوهة تهاجم الأصوات المهنية الفلسطينية، فقط لأنها توصل أوجاع ومعاناة الشعب الفلسطيني للعالم كما هي، دون تزوير أو تزييف.
دعوة لحماية أنس الشريف
وفي السياق، أصدر منتدى الإعلاميين الفلسطينيين بيانًا يعبر فيه عن استنكاره الشديد لحملة التحريض المستمرة التي يقودها المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، ضد الصحفي أنس الشريف، مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة، واصفًا هذه الحملة بـ”المسعورة” التي تستهدف حرية الإعلام الفلسطيني.
وأشار المنتدى إلى مشاركة “الذباب الإلكتروني” المرتبط بإحدى الجهات الرسمية العربية في هذه الحملة، التي تهدف إلى تشويه صورة الإعلاميين الفلسطينيين الذين يكشفون ممارسات الاحتلال ويفضحون زيف الروايات الرسمية المغلوطة.
وشدد البيان على أن استهداف أنس الشريف جاء عقب تغطيته المهنية لما يُسمى بالمساعدات الإنسانية، وفضحه للحقائق التي يحاول الاحتلال إخفاءها، مما يعد اعتداءً واضحًا على حرية الصحافة ومحاولة لإسكات صوت الحقيقة وسط الحرب الشرسة والتجويع الممنهج الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ونوه المنتدى إلى أن هذه الحملة تشكل امتدادًا لهجمات متكررة تستهدف الإعلام الفلسطيني، وتهدف إلى طمس الرواية الوطنية، في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية.
واختتم البيان بتأكيد التضامن الكامل مع الزميل أنس الشريف، داعيًا كافة المؤسسات الإعلامية والحقوقية المحلية والدولية إلى اتخاذ موقف حازم ضد هذه الحملات التحريضية، ومساءلة المسؤولين عنها، بالإضافة إلى توفير الحماية اللازمة للصحفيين الفلسطينيين الذين يواجهون مخاطر متزايدة في أداء مهامهم المهنية.