
لم تعد طائرات الاحتلال الإسرائيلي بدون طيار، وتحديدًا من طراز هيرمز 900 (Hermes 900)، تحلّق بأمان في أجواء المنطقة، فبعدما كانت تمثل ذراعًا استخباراتيًا وهجومًا دقيقًا لجيش الاحتلال، أصبحت هدفًا مباشرًا للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، وها هي اليوم تُسقط لأول مرة داخل العمق الإيراني.
إسقاط “هيرمز 900” في إيران
في اليوم الخامس من العدوان الإسرائيلي على إيران، أعلنت وسائل إعلام إيرانية إسقاط طائرة استطلاع إسرائيلية من طراز “هيرمز 900” في سماء أصفهان وسط البلاد، بعد استهدافها من قِبل الدفاعات الجوية الإيرانية، في حدث اعتبرته طهران تطورًا نوعيًا في المواجهة.
“هيرمز 900” في لبنان وغزة
في 1 يونيو 2024، أعلن حزب الله اللبناني إسقاط طائرة هيرمز 900 فوق الأراضي اللبنانية بعد كمين نوعي، مؤكدًا أنها كانت تنفذ عمليات اغتيال واستطلاع في القرى الجنوبية.
وفي يناير 2024، قالت كتائب القسام إنها أسقطت الطائرة ذاتها شرق مدينة غزة عبر صاروخ مضاد للطائرات في عملية مشتركة مع كتائب المجاهدين.
لاحقًا في فبراير 2024، أعلنت سرايا القدس بالاشتراك مع المجاهدين إسقاط طائرة “هيرمز 900” في سماء بيت لاهيا باستخدام صاروخ “سام 7”.
ماذا تعرف عن هيرمز 900؟
اسمها العبري: كوخاف (أي النجم).
الشركة المصنعة: إلبِيت سيستمز – شركة إسرائيلية متخصصة في الصناعات العسكرية.
القاعدة المشغلة: قاعدة بالمحاميم الجوية، ضمن السرب 166 – الطيور النارية.
الخصائص التقنية:
الحمولة: 350 كجم
التحليق: على ارتفاع 30,000 قدم
مدة البقاء في الجو: 36 ساعة متواصلة
المهام: استطلاع، مراقبة، استخبارات، حرب إلكترونية، استهداف أرضي.
مزودة بكاميرات حرارية ونهارية، ليزر متقدم، وأجهزة بث مباشر.
دور “هيرمز 900” في العدوان على غزة
وبحسب تصريحات لقائد السرب 166، لا يُنفذ أي هجوم في قطاع غزة دون مرافقة من طائرة استطلاع بدون طيار من نوع هيرمز 900. هذه الطائرة هي العين التي لا تنام، وترافق القوات البرية وتساعد في تأمين الطرق، تحديد الأهداف، وتوجيه الطيران المأهول.
وأشار إلى أن 80% من ساعات الطيران العملياتية في الجيش الإسرائيلي تُنفذ عبر الدرونز، لما لها من كفاءة اقتصادية وتكتيكية، موضحًا أن طاقم الطائرة يتكون من ضابطين يخضعان لتدريب مكثف يستمر لعام كامل.
ونجاحات المقاومة في إسقاط هذا النوع المتطور من الطائرات “هيرمز 900″، يعكس تطورًا نوعيًا في قدراتها الدفاعية والهجومية، ويشكّل ضربة كبيرة للتفوق الجوي الإسرائيلي، لا سيما أن هذه الطائرات تلعب دورًا رئيسيًا في عمليات الاغتيال والمراقبة الميدانية.