معالجات اخبارية

ياسر عباس يثير الجدل بوصف احتجاجات اللاجئين في لبنان بـ”المشبوهة”

شهدت المخيمات الفلسطينية في لبنان موجة غضب غير مسبوقة إثر لقاء جمع ياسر عباس، نجل رئيس السلطة وممثله الخاص، بدوروتي كلاوس، مديرة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

ويأتي هذا اللقاء في وقت حساس، حيث تتصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد تقليص الوكالة لخدمات الإغاثة والتعليم والصحة، ما اعتبره اللاجئون “طعنة في ظهر قضيتهم المعيشية”.

احتجاجات اللاجئين في لبنان

وفي هذا السياق، أدان زياد حسن، عضو دائرة العلاقات الوطنية في حركة حماس بالخارج، اللقاء مع مديرة الأونروا، مؤكداً أن أداء الوكالة لا يواكب مستوى المسؤولية المطلوبة لمواجهة الظروف القاسية التي يعيشها اللاجئون في لبنان.

وشدد حسن على أن أي تصريحات أو سياسات تتعارض مع إرادة اللاجئين هي مرفوضة تماماً، مطالباً الأونروا بالتركيز على تحسين الخدمات والالتزام الكامل بتفويضها الإنساني، مع تعزيز استقلاليتها والابتعاد عن أي تسييس لقضية اللاجئين.

وأثار اللقاء استياء واسعاً بين اللاجئين، الذين اعتبروا أنه تم خارج الإجماع الوطني للفصائل والقوى الفلسطينية في المخيمات.

ووجه ناشطون انتقادات لعباس لتقديمه ما وصفوه بـ”غطاء سياسي غير مشروع” لإدارة الوكالة، فيما أثارت تصريحاته حول اعتبار الاحتجاجات “أعمالاً مشبوهة” غضب اللجان الشعبية، معتبرين ذلك إساءة مباشرة وطمساً لجهودهم في المطالبة بحقوقهم الأساسية.

ياسر عباس والمخيمات الفلسطينية

وشهدت المخيمات الفلسطينية، بما فيها البداوي ونهر البارد وعين الحلوة، دعوات متزايدة لمراجعة سياسات الأونروا وفتح تحقيق دولي في التخفيضات الممنهجة للخدمات، والتي شملت دمج الصفوف المدرسية، تدهور جودة التعليم، تقليص الرعاية الطبية لمرضى الأمراض المزمنة، وتراجع المساعدات الاجتماعية، إضافة إلى استمرار معاناة اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا.

وأكد اللاجئون أن الهدف من التحركات الشعبية هو تحسين الخدمات وضمان استدامة عمل الأونروا، وليس استهداف الوكالة نفسها، مطالبين الجهات الفلسطينية واللبنانية والدولية بدعم الوكالة وحماية حق اللاجئين في الاحتجاج السلمي وصولاً إلى تحقيق حقوقهم كاملة، بما فيها حق العودة وتقرير المصير.

كما شددت الفعاليات الشعبية على أن من يصف المطالب المعيشية بـ”المشبوهة” يكون خارج المسار الوطني ويتنكر للجهد الشعبي المشروع.

فيما أكدت لجان الدفاع عن حقوق اللاجئين أن تحركاتهم مشروعة بالكامل، كونها رداً طبيعياً على سنوات من التقليصات المتواصلة التي أثرت على حياتهم اليومية بشكل مباشر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى