منصة جذور تكشف حقيقة عملها.. فتح أبوابها للعملاء وتمرير روايات الاحتلال

في خطوة تكشف طبيعة مشروعها الحقيقي، بدأت منصة جذور بفتح أبوابها أمام عملاء ومرتبطين بالأجهزة الإسرائيلية، ومنحهم حضورًا لتمرير روايات موجّهة نحو الداخل الفلسطيني.
ولم تكتفِ المنصة بترويج حضور هؤلاء الأشخاص، بل قدّمتهم كأصوات موثوقة و”مصادر داخلية”، في محاولة لإعادة ضخ خطاب يجري تداوله داخل المنظومات الإسرائيلية، وإحياء أدوات فقدت تأثيرها بعد انكشاف شبكة أفيخاي على نطاق واسع.
منصة جذور
وفي هذا الإطار، تعمل منصة جذور على استقطاب شخصيات تُقدَّم للجمهور على أنها تمتلك “شهادات” أو “اطلاعًا خاصًا”، لكنها في الواقع تُستخدم كأداة تمرير لرسائل معدّة مسبقًا.
وتحرص المنصة على منح هؤلاء الحضور مساحة واسعة لطرح سرديات تستهدف الوعي الفلسطيني، عبر لغة هادئة ومظهر محايد يوحي بالمصداقية، ما يسمح بتسويق روايات لا يمكن أن تمر عبر منصات شبكة أفيخاي المكشوفة.
وهذا الأسلوب يُعيد تشكيل البيئة التي تبحث عنها الشبكة، منصة تبدو “مستقلة”، لكنها تتحول عمليًا إلى قناة يستخدمها الاحتلال لطرق أبواب جديدة بعدما أغلق الجمهور الباب في وجه أدواته السابقة.

من هي منصة جذور؟
وظهرت منصة جذور، كأحدث محاولة لإعادة إحياء شبكة أفيخاي بعد الانهيار الكبير الذي تعرّضت له أدواتها الإعلامية خلال الأشهر الماضية، عقب انكشاف عدد واسع من الصفحات والحسابات التي كانت تعمل تحت أغطية مختلفة قبل أن تتضح علاقتها بالأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
ورغم تغيير الاسم والشعار، إلا أن المنصة الجديدة تحمل في مضمونها الخطاب نفسه الذي ميّز تلك الشبكة وهو استهداف المقاومة، التشكيك في رموزها، ومحاولة بث الانقسام داخل المجتمع الفلسطيني عبر مواد تبدو “محلية” لكنها مشبعة بالرسائل الأمنية ذاتها.
من يدير منصة جذور؟
وتتقدّم جذور بواجهة أردنية يقودها يوسف ياسر أبو السعد، وهو ناشط إعلامي مقيم في الأردن، تشير المعلومات إلى ارتباطه بجهات أمنية هناك، ويُعد أحد الأسماء التي ظهرت سابقًا ضمن الشبكة الإعلامية المرتبطة بأفيخاي أدرعي، قبل انكشاف أجزاء واسعة منها.
ويأتي اختيار واجهة خارج الأراضي الفلسطينية كجزء من استراتيجية جديدة تهدف إلى إخفاء الصلة المباشرة بالاحتلال، ومنح المشروع مظهرًا عربيًا مستقلًا يخفي مساراته التقنية والتمويلية المرتبطة بالشبكة الأصلية.
وبينما تحاول المنصة الظهور كمنصّة “محايدة”، إلا أن نمط رسائلها يفضح إعادة تدوير الفريق نفسه الذي تضرر حضوره في الفترة الماضية، في محاولة لخلق قناة جديدة تستطيع تجاوز خسارة الثقة التي أصابت منصات أفيخاي بعد سلسلة التسريبات التي كشفت طبيعتها الحقيقية.





