معالجات اخبارية

السخرية من المقاطعة: عصمت منصور يدافع عن اختراق إعلام الاحتلال لرام الله

عاد عصمت منصور، المعروف بعضويته في شبكة أفيخاي الإسرائيلية، لإطلاق تصريحات ساخرة من حملات المقاطعة للاحتلال الإسرائيلي، وذلك على خلفية الانتقادات التي طالت ظهور قناة “كان” العبرية وهي تتجول بحرية داخل “آيكون مول” في مدينة رام الله، في مشهد يعد استفزازيًا ومتناقضًا مع الواقع الفلسطيني الراهن.

وكتب منصور على حساباته الرسمية منشورًا هاجم فيه النشطاء الذين انتقدوا وجود القناة الإسرائيلية داخل المول، واصفًا ردود فعلهم بأنها “استعراض وطني” على قضية وصفها بـ”الهامشية”، معتبرًا أن ما سماه “القضايا الكبرى والحقيقية” لا تحظى باهتمامهم.

وأثار ذلك انتقادات حادة ضد منصور، خاصة أنه يأتي في ظل حرب الإبادة المستمرة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وما يرافقها من استهداف واسع للإعلام الفلسطيني وقتل عشرات الصحفيين.

من هو عصمت منصور؟

تعيد تصريحات منصور إلى الواجهة سجله المثير للجدل، إذ عُرف بانخراطه المتكرر في لقاءات تطبيعية مع مسؤولين إسرائيليين، وظهوره في مقابلات إعلامية مع وسائل إعلام الاحتلال، حتى في ذروة العدوان على غزة.

ويرى منتقدوه أن موقفه الأخير لا يمكن فصله عن هذا السياق، بل يعكس انسجامًا مع خطاب يهوّن من خطورة التطبيع الإعلامي والاقتصادي، ويهاجم في المقابل أي حراك شعبي يطالب بالمقاطعة والمحاسبة.

وظهور قناة “كان” داخل آيكون مول لم يُنظر إليه كحدث إعلامي عابر، بل كرمز صارخ لاختراق إسرائيلي مباشر للفضاء العام الفلسطيني في قلب رام الله.

فقد تجولت كاميرات القناة داخل المول بأريحية، في وقت يُمنع فيه الصحفيون الفلسطينيون من العمل بحرية، ويُستهدفون بالقتل والاعتقال في غزة والضفة الغربية. هذا التناقض أعاد إلى الأذهان مشاهد سابقة ارتبطت بالمول نفسه منذ افتتاحه.

وقد افتُتح آيكون مول في ذروة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وسط أجواء احتفالية صاخبة شملت عروضًا موسيقية وإضاءة فاخرة، وبحضور رسمي ضم شخصيات بارزة في السلطة الفلسطينية وقيادات من حركة فتح.

آنذاك، اعتبر كثيرون أن حفل الافتتاح عكس فجوة أخلاقية عميقة بين معاناة الفلسطينيين تحت القصف والحصار، وبين نمط حياة النخبة السياسية والاقتصادية في الضفة الغربية.

عصمت منصور ويكيبيديا

في نهاية أكتوبر الماضي كُشف النقاب عن مشاركة الكاتب والباحث عصمت منصور في لقاء تطبيعي جمعه بشخصيات إسرائيلية، بينهم أعضاء كنيست حاليون وسابقون وعائلات جنود قتلى وأسرى لدى المقاومة في شهر إبريل الماضي، تزامنًا مع ذروة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وشهد اللقاء، الذي نظم في إطار حوارات سياسية بين أطراف فلسطينية وإسرائيلية، نقاشات موسعة حول مستقبل الصراع.

وقدم منصور -وفق أجندة اللقاء – “تحليلًا للتطورات في الداخل الفلسطيني في سياق القضية الإقليمية”.

واللقاء حضره عضو الكنيست نعامة لازيمي التي تحدثت عن “فرص تعزيز القضية السياسية داخل الكنيست”، والصحفي الإسرائيلي ناثانيئيل شلوموفيتز الذي قدم استعراضًا لاهتمامات الإدارة الأميركية الحالية.

يذكر أن اللقاء عقد بينما كانت مجازر الاحتلال وقصفه لغزة بذروته، ما أثار موجة استياء واسعة، نظرًا لتزامنه مع حرب الإبادة المستمرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى