معالجات اخبارية
أخر الأخبار

الاحتلال يتجاهل تحذيرات رام الله والسلطة تذكّره بفضلها الأمني!

في تطور لافت يعكس تصاعد التوتر المالي والسياسي، وجّهت السلطة الفلسطينية رسائل مباشرة إلى مسؤولين كبار في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، حذّرت فيها من تداعيات انهيار اقتصادي مرتقب في الضفة الغربية قد يؤدي إلى فقدان السيطرة الأمنية وتصاعد الاضطرابات.

السلطة تنبّه الاحتلال “الانهيار قادم وسيهدد استقراركم”

الرسائل، التي خرجت باسم نائب رئيس السلطة حسين الشيخ ورئيس هيئة الشؤون المدنية أيمن قنديل، تم تسليمها عبر قنوات الاتصال الأمنية إلى كل من تساحي هنغبي، رئيس مجلس الأمن القومي، وغسان عليان، منسق أنشطة حكومة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.

وقد أكدت الرسائل أن الأزمة المالية الحادة تعرقل بشكل متزايد قدرة السلطة على القيام بوظائفها الأمنية، محذّرة من أن الانفجار الاجتماعي في الضفة لن يبقى محصورًا داخلها.

الاحتلال يتجاهل تحذيرات رام الله

وأكدت مصادر مطلعة أن قادة في جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام (الشاباك) أبدوا تفهمهم لمخاوف السلطة، لكنهم شددوا على أن القرار بخصوص الملفات المالية والسياسية بيد المستوى السياسي، وليس الأمني.

وجاءت التحذيرات الفلسطينية بعد قرار اتخذه وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش بوقف العمل بالتفاهمات المالية التي تربط بين البنوك الإسرائيلية ونظيرتها الفلسطينية.

ويهدد هذا القرار بشل القطاع المصرفي الفلسطيني بالكامل، بحسب تقديرات إسرائيلية وفلسطينية.

وبرّر سموتريتش القرار بما أسماه “الرد على حملة نزع الشرعية التي تقودها السلطة ضد إسرائيل”، ما اعتُبر محاولة ابتزاز سياسي لتوسيع الاستيطان مقابل السماح باستمرار التعاملات المالية.

انهيار السلطة

ومن جانبها، كثّفت السلطة اتصالاتها مع واشنطن والاتحاد الأوروبي، مطالبة بتدخل مباشر لمنع انهيار مالي شامل. وقد تم توجيه رسائل إلى وزارة الخزانة الأميركية وجهات أوروبية تطلب فيها الضغط على إسرائيل، لكن حتى الآن لم تصدر أي تعهدات دولية واضحة تعكس تجاوبًا جديًا مع هذا الطلب.

وتزداد داخل المؤسسات الأمنية الإسرائيلية، القناعة بأن استمرار الضغوط على السلطة قد يؤدي إلى نتائج عكسية. وتشير تقييمات أمنية إلى أن أي تدهور مالي إضافي سيضعف قدرة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، ويفتح الباب أمام توسع المقاومة واندلاع مواجهات واسعة يصعب احتواؤها.

وفي هذا السياق، ينتقد الكاتب والمحلل السياسي أحمد الصباهي موقف السلطة الفلسطينية، التي بالرغم من تعاظم الأزمات، لا تزال تهاجم المقاومة وتبرئ الاحتلال من جرائم الإبادة الجماعية في الضفة وغزة.

ويشير الصباهي إلى أن السلطة تمارس دورًا وظيفيًا في تغييب وعي الشعب الفلسطيني، حتى داخل مخيمات اللاجئين، حيث قطعت رواتب معارضيها في لبنان، في حين ترفض المصالحة وتسعى لوراثة غزة، متجاهلة ما يتعرض له شمال الضفة من اجتياحات ودمار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى