
في تصعيد غير مسبوق، شنت إيران مساء الجمعة 13 يونيو 2025 هجومًا صاروخيًا واسعًا على مواقع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ردًا على ضربات إسرائيلية استهدفت الداخل الإيراني.
وأكد الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن العملية، مشيرًا إلى أنها استهدفت “عشرات المواقع العسكرية الحساسة” داخل إسرائيل باستخدام صواريخ باليستية متطورة.
عملية الوعد الصادق 3
العملية التي حملت اسم “الوعد الصادق 3” تأتي بعد عمليتين مشابهتين نُفذتا خلال عام 2024.
واستخدمت إيران منظومات صاروخية ذكية دقيقة لضرب أهداف عسكرية واستراتيجية، وسط إعلان صريح بأن “الرد لن يتوقف هنا” وأن “لا مكان آمناً داخل (إسرائيل)”، وفق ما صرّح به مسؤولون إيرانيون لوكالة رويترز.
الخسائر البشرية والمادية
وأسفر الهجوم، الذي تضمن ست موجات صاروخية خلال أقل من ساعة، عن مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة أكثر من 90 آخرين، بينهم حالات حرجة، وفقًا لوسائل إعلام عبرية.
وتركّزت الإصابات في “ريشون لتسيون ورمات غان” وسط فلسطين المحتلة، بينما تحدثت قناة “13” الإسرائيلية عن دمار غير مسبوق في منطقة “تل أبيب الكبرى”، حيث طالت الأضرار العشرات من المباني والمركبات.
أضرار كبيرة في البنية التحتية
وذكرت صحيفة “هآرتس” أن تسعة مبانٍ دُمّرت بالكامل في رمات غان، بينما لحقت أضرار جسيمة بأبراج سكنية، أحدها مكون من 32 طابقًا.
كما أدت الصواريخ إلى انقطاع التيار الكهربائي في عدة أحياء، ووجود عالقين داخل منازل وملاجئ نتيجة الاستهدافات المباشرة.
القبة الحديدية عاجزة
وفعّلت إسرائيل جميع أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك القبة الحديدية ونظم اعتراض الطائرات المسيّرة.
لكن بحسب تقارير إسرائيلية، فقد سقط عدد من الصواريخ في أحياء سكنية، منها قرب مقر وزارة الحرب الإسرائيلية في تل أبيب، وسط اعتراف ضمني بعدم قدرة الدفاعات على التصدي الكامل للهجوم.
مشاركة أميركية ومحاولات احتواء التصعيد
وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن القوات الأميركية شاركت في جهود التصدي للصواريخ الإيرانية، خاصة في المناطق الجنوبية، حيث تم اعتراض طائرات مسيّرة قرب إيلات ووادي عربة.
إلا أن فاعلية هذه الجهود بدت محدودة مقارنة بحجم وكثافة الهجوم.
وشهدت مدن كبرى مثل القدس، حيفا، بئر السبع، وطبرية، دوي صافرات الإنذار بشكل متكرر، وظهرت عبر وسائل الإعلام صور تظهر سحب الدخان والانفجارات في مواقع متفرقة.
كما أمرت الشرطة الإسرائيلية السكان بالبقاء في الملاجئ وعدم نشر صور الهجمات، تفاديًا لاستغلالها من قِبل “العدو” في تحسين دقة ضرباته.
إستراتيجية إيرانية دقيقة
وأعلن الحرس الثوري الإيراني استخدام صواريخ ذكية متقدمة في هذه الضربات، مؤكداً استهداف مواقع استراتيجية إسرائيلية مباشرة.
وذكرت وكالة “فارس” أن القصف استهدف قواعد جوية ومراكز عمليات عسكرية في تل أبيب والمناطق المحيطة بها.
ورغم التعتيم الإعلامي، تزايدت المؤشرات على أن الهجوم طال منشأة استراتيجية حساسة لم يتم الكشف عنها، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية.
وأثارت تلك الأنباء حالة من الترقب والخوف، خصوصًا بعد فشل جزئي في اعتراض بعض الصواريخ.
ويبدو أن المنطقة دخلت مرحلة تصعيد مفتوح بين إيران وإسرائيل، في ظل استمرار التهديدات المتبادلة، والتأكيد الإيراني أن “الثمن لم يُدفع بعد”.
والمشهد مرشح لمزيد من التطورات في الساعات القادمة، خاصة مع عجز منظومات الدفاع عن احتواء الصواريخ الإيرانية بشكل كامل، وتوسع الاستهدافات لتشمل العمق الإسرائيلي.