
شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة فجر اليوم الإثنين، تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، بعدما أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة باتجاه مواقع حيوية في “إسرائيل”، امتدت من الناقورة شمالًا إلى مدينة إيلات (أم الرشراش) جنوبًا، في ضربة تعد الأكبر منذ بدء التوترات الإقليمية بين الطرفين.
وبحسب حصيلة أولية، أصيب ما لا يقل عن 12 مستوطنًا بجراح متفاوتة، بينها حالات خطرة، فيما تشير مصادر من داخل الكيان إلى أن عدد الإصابات الحقيقي قد يكون بالعشرات.
وتحدث شهود عيان عن دمار واسع أصاب مباني سكنية ومنشآت حساسة.
هجوم إيراني غير مسبوق
الهجوم الإيراني، الذي جاء ردًا على القصف الإسرائيلي لمنشآت إيرانية حساسة في 13 يونيو، استهدف مرافق استراتيجية في تل أبيب وحيفا المحتلة، حيث اندلعت النيران في محطة توليد الكهرباء في حيفا، وتحدثت تقارير عن سقوط صواريخ على مصفاة نفط في المدينة ذاتها.
وفي العاصمة الاقتصادية “تل أبيب”، أصابت الصواريخ مباني سكنية بشكل مباشر، مما أدى إلى سقوط ضحايا وتدمير كبير، وسط استنفار غير مسبوق لقوات الإنقاذ والدفاع المدني.
وفي مناطق وسط الكيان، سقطت صواريخ على “رامات غان، بني براك، بات يام، بتاح تكفا، هرتسيليا”، ما أسفر عن إصابات ودمار، بحسب تأكيدات الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
القبة الحديدية تفشل
وفي تطور خطير، أكدت مصادر ميدانية أن قاعدة نيفاتيم الجوية – إحدى أهم القواعد العسكرية الإسرائيلية – تعرضت لأضرار مباشرة بفعل الضربة الصاروخية، ما يطرح تساؤلات كبيرة حول فعالية منظومات الدفاع الجوي لدى الاحتلال.
كما حاولت منظومة “القبة الحديدية” التصدي لهجمات على مدينة إيلات، دون نجاح يُذكر، وسط تقارير عن انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة في أعقاب الهجمات.
الاحتلال يفرض تعتيمًا إعلاميًا
وفي محاولة لاحتواء الصدمة، أصدر جيش الاحتلال تعليمات مشددة للمستوطنين تقضي بعدم تصوير أو نشر أماكن سقوط الصواريخ، خصوصًا مع انتشار مقاطع مصوّرة توثق اندلاع حرائق في تل أبيب ومناطق أخرى.
وقال مستوطنون في تعليقات عبرية، إن الضربات كانت “قوية ومفاجئة”، وإنهم شاهدوا الصواريخ تسقط قربهم، فيما طالب البعض بـ”قراءة سفر المزامير” في إشارة إلى الرعب الذي عمّ المدن.
“إسرائيل” تفقد السيطرة الجوية
وتسبّب الهجوم الإيراني أيضًا في شلل شبه تام لحركة الطيران الجوي داخل وخارج إسرائيل.
فقد أعلنت شركة “العال” الإسرائيلية إلغاء جميع رحلاتها من وإلى الكيان المحتل حتى 23 يونيو على الأقل، بما يشمل وجهات دولية كبرشلونة، برلين، موسكو، ميونيخ، طوكيو، وغيرها.
في الوقت ذاته، تم إغلاق مطار بن غوريون بالكامل منذ يوم الجمعة، وهو ما أكدته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، حيث نقلت شركات الطيران الإسرائيلية أساطيلها إلى خارج البلاد خوفًا من الاستهداف.
وتعود جذور الهجوم الإيراني إلى الغارة الإسرائيلية الكبرى في 13 يونيو 2025، التي استهدفت مواقع عسكرية ونووية في إيران، وأسفرت عن مقتل قادة من الحرس الثوري وتدمير بنى تحتية حيوية.
ونقلت تقارير عن “اعتراف ضمني” بالدور الذي لعبه جهاز الموساد في تلك العملية المعقدة.
وبعد 24 ساعة فقط، أطلقت إيران موجة من الصواريخ والمسيّرات في عملية انتقامية منظمة، أصابت العمق الإسرائيلي وعرّت قدرة الدفاعات الجوية على احتواء الهجوم.