معالجات اخبارية

تصعيد إجرامي.. الاحتلال يوسع دائرة إبادة المستشفيات في قطاع غزة

في مشهد يُجسد سياسة إبادة المستشفيات التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، حاصرت قوات الاحتلال صباح الأحد، المستشفى الإندونيسي شمال القطاع، بالتزامن مع قصف مكثف طال مختلف مناطق غزة خلال الساعات الأخيرة.

وبحسب مصادر طبية، استخدم الاحتلال الطائرات المسيّرة لإطلاق النار بشكل مباشر على كل من يتحرك في محيط المستشفى، في استهداف متعمد يُفاقم الكارثة الصحية المتصاعدة شمال القطاع.

سياسة إبادة المستشفيات

وأكد مدير المستشفى الدكتور مروان السلطان أن قوات الاحتلال فتحت نيرانها على قسم العناية المكثفة داخل المستشفى، ما أدى إلى توقف عملية جراحية كانت تُجرى لأحد المرضى في لحظة حرجة، كما أصيب مريض آخر نتيجة إطلاق النار العشوائي في محيط المنشأة الطبية.

وهذا الاعتداء الجديد يأتي في أعقاب إخراج مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة قبل أيام، وسط تحذيرات من انهيار شامل للمنظومة الصحية في شمال غزة، حيث تُمنع سيارات الإسعاف من التحرك بحرية، كما يُعيق الحصار المتواصل وصول المرضى والجرحى إلى المستشفيات المتبقية.

هلع وارتباك بين الطواقم الطبية

وأفادت وزارة الصحة في غزة أن حالة من الذعر والارتباك الشديد تسود بين المرضى والطواقم الطبية داخل المستشفى الإندونيسي، ما أدى إلى تعطل شبه كامل في تقديم الرعاية الصحية الطارئة، مؤكدة إصابة اثنين من المرضى أثناء محاولتهما الخروج من المستشفى.

وأضافت الوزارة أن الاحتلال ينفذ حملة ممنهجة لإخراج المستشفيات عن الخدمة، ضمن سياسة تهدف إلى شلّ القطاع الصحي بالكامل وتحويل المرضى والجرحى إلى أهداف مباشرة.

أرواح تُباد أمام أعين العالم

من جهتها، عبّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” عن صدمتها من حجم القتل في غزة، مؤكدة أن أكثر من 250 فلسطينيًا قُتلوا خلال اليومين الماضيين فقط، وسط استمرار المجازر وحرمان مئات آلاف المدنيين من حقهم في العلاج والغذاء.

وقالت الوكالة في بيان: “هذه أرواح، لا يمكن اختزالها إلى مجرد أرقام. ما لا يُحتمل أصبح مقبولًا تحت أنظار العالم، بفعل اللامبالاة الدولية. هل هذه هي الإنسانية؟”.

إبادة منهجية بدعم أمريكي

ومنذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ينفّذ الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة مكتملة الأركان في قطاع غزة، طالت البشر، والحجر، والمستشفيات.

وبحسب وزارة الصحة، بلغ عدد الشهداء والجرحى أكثر من 173 ألفًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلًا عن أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض.

ويكشف الاستهداف المنهجي للمستشفيات والطواقم الطبية، ومنع إدخال الوقود والأدوية، عن نية واضحة لإبادة البنية الصحية بالكامل، ما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا قبل فوات الأوان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى