تفاصيل صادمة عن غرفة عمليات السلطة لمهاجمة المقاومة في غزة

بقلم: محمد النجار
هل سألت نفسك يومًا: لماذا تمتلك كل دولة قناة رسمية باسمها ولماذا لم تكتف بالقنوات التلفزيونية العامة فقط، رغم أن التلفاز يوصل كل الرسائل التي تريدها.. الحقيقة أن الأمر أعمق من مجرد (نقل أخبار) أو (برامج ترفيهية).
كل دولة تدرك جيدًا أن الحرب الحديثة لم تعد تدار فقط على الأرض، بل في العقول أولا، ولهذا السبب نجد أن لكل دولة قنوات إعلامية رسمية، وأذرع إلكترونية سرية وأفرادًا يظهرون كأنهم مستقلون، لكنهم جزء من ماكينة دعائية ضخمة.
خذ مثالًا على ذلك ما يجري في فلسطين
لدينا قناة رسمية تُسمى “فلسطين”، تديرها السلطة الفلسطينية وفق رؤيتها ومصالحها السياسية، وتُستخدم لبث الرواية التي تتماشى مع موقف قيادتها ممثلة بمحمود عباس وأجهزته.
لكن الأمر لا يتوقف هنا:
في الظل هناك ما يعرف باللجان الإلكترونية، وهي وحدات رقمية تابعة لأجهزة المخابر!ت كالمخابر!ت العامة بقيادة ماجد فرج، تدير حملات إعلامية ممنهجة على مواقع التواصل، ولا تعمل بمفردها، بل ضمن منظومة متكاملة تشمل:
* أشخاصًا يظهرون كمدونين مستقلين أو ناشطين، مثل (حمزة المصري، رمزي حرز الله، أمجد أبو كوش، محمد أبو حجر … إلى آخره) ، يقدمون أنفسهم كمواطنين عاديين، بينما هم في الحقيقة امتداد للصوت الرسمي.
* كوادر تنظيمية وموظفين في مؤسسات السلطة يروجون لروايات رسمية بنفس الأسلوب والمنهجية.
* توقيت موحد وخطاب مكرر في كل حملة، وكأن هناك (غرفة عمليات)، تدير هذا الخطاب وهو ما يفعله جيش إلكتروني منظم.
ما النتيجة؟
ما تفعله هذه المنظومة هو إعادة تشكيل الوعي الجمعي الفلسطيني وهذا ليست صدفة بل عمل ممنهج، غايته أن يتحكم في عقول الناس، وكيف يفكرون وما يصدقون ومتى يغضبون ومتى يسكتون؟.
الإعلام الموجه لا ينقل الحقيقة، بل يصنع حقيقة بديلة تركب بعناية، يُختار منها ما يُقال، ويُخفى ما لا يخدم الهدف، ويُدفع بالناس نحو مواقف محددة.
تخيل تأثير هذا النوع من الإعلام على عامة الناس، خاصة البسطاء الذين لا يملكون أدوات التحليل أو التحقق.
هؤلاء يُساقون مثل القطيع، دون أن يشعروا ، معتقدين أنهم يتخذون قراراتهم بحرية.
كارثة الإعلام ليست في ما يُقال، بل في ما يُراد لعقلك أن يصدقه.
حين تملك الدولة قناة وجيشاً إلكترونياً وصوتاً مزدوجاً (رسمياً ومستقلًا مزيفًا)، وتتحكم في السردية من كل الجهات، فهي تملك سلاحاً أقوى من الرصاص: التحكم في العقول.
وهذا هو الخطر الحقيقي.