
حذرت الأجهزة الأمنية التابعة للمقاومة الفلسطينية في غزة من مؤشرات متزايدة على أن الاحتلال الإسرائيلي يخطط لعمليات اختطاف مقاومين أو محاولات لتحرير الأسرى من داخل القطاع، عبر وحدات خاصة متخفية أو باستخدام أدوات أمنية متعددة.
وأوضحت منصة “الحارس” الأمنية أن بعض الشخصيات البارزة في الميدان وعناصر المقاومة الفاعلين يشكلون أهدافًا مباشرة لهذه العمليات، وهو ما يستدعي تشديد الإجراءات الأمنية واتخاذ أعلى درجات الحذر.
وأكد البيان أن العدو قد يستخدم أساليب خداعية ومتنوعة، مستغلاً أي ثغرات أمنية أو روتين يومي في تحركات الميدانيين، داعياً إلى الإبلاغ الفوري عن أي تحركات أو تصرفات مشبوهة.
خلايا من العملاء شمال غزة
وفي ذات السياق، كشفت مصادر في المقاومة الفلسطينية أن جيش الاحتلال قام مؤخرًا بتجنيد مجموعة جديدة من العملاء في منطقة القرية البدوية شمال القطاع، بهدف تنفيذ مهام استخباراتية وأمنية مباشرة.
وبحسب المصادر، تضم هذه المجموعة عناصر على ارتباط مع ضباط في مخابرات السلطة الفلسطينية في رام الله، ويقود التنسيق الضابط بهاء بعلوشة. وتتمثل مهامهم في جمع معلومات ميدانية لصالح الاحتلال وتسهيل عملياته العسكرية.
وأشارت المصادر إلى أن بعض العائلات المحلية تدخلت لإقناع أبنائها بالتوقف عن التعاون مع الاحتلال، فيما رفضت مجموعة صغيرة تقدر بنحو عشرة أفراد الانسحاب، مؤكدةً أن المقاومة تمتلك أسمائهم وأدلة على تلقيهم تعليمات مباشرة من الجيش الإسرائيلي.
حرب غزة والعملاء
وتؤكد مصادر أمنية أن المقاومة ستعامل العملاء المتبقين كجنود احتلال نتيجة تورطهم المباشر في تسهيل عملياته.
وتوضح المعلومات أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتجه بشكل متزايد إلى تشكيل عصابات من العملاء، تكلف بمهام المسح الميداني والكشف عن العبوات والأنفاق قبل دخول القوات إلى مناطق القتال، وذلك لتقليل الخسائر البشرية في صفوفه بعد تصاعد الانتقادات الداخلية عقب ارتفاع أعداد القتلى وفشل الخطط العسكرية في تحييد الكمائن المحكمة.
نموذج عصابة أبو شباب
وواحد من أبرز الأمثلة على هذه السياسة هو “عصابة أبو شباب” التي ظهرت في الآونة الأخيرة، حيث نفذت مهام استخباراتية وأمنية لصالح الجيش الإسرائيلي.
وفي حادثة سابقة، تمكنت كتائب القسام من تفجير عبوة ناسفة بمجموعة من العملاء الذين كُلفوا بكشف الأنفاق والعبوات في رفح، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم. وقد اعترفت عصابة أبو شباب بمقتل أفرادها، فيما أكد زعيمها ياسر أبو شباب عمله بشكل مباشر في مناطق تسيطر عليها قوات الاحتلال.
وتأتي هذه التطورات الميدانية في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن استشهاد نحو 60 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 145 ألفًا، إضافة إلى تهجير سكان القطاع بالكامل وتدمير واسع النطاق للبنية التحتية.
وتصف تقارير فلسطينية ودولية حجم الدمار في غزة بأنه الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.