إيران تبدأ الرد وتهدد بـ”عقاب مؤلم” لإسرائيل وأمريكا بعد اغتيال قادتها

في تطور دراماتيكي وصفه مراقبون بأنه الأخطر منذ عقود، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الجمعة، هجومًا واسعًا ضد أهداف عسكرية ونووية داخل الأراضي الإيرانية، في ما اعتُبر بداية حرب شاملة تهدد بإشعال المنطقة.
وأطلقت “إسرائيل” اسم “شعب كالأسد” على العملية العسكرية التي استهدفت العاصمة طهران وعدة مدن إيرانية، وأسفرت عن اغتيال قادة كبار في الحرس الثوري وهيئة الأركان الإيرانية، وتدمير منشآت نووية ومراكز عسكرية حساسة.
اغتيال قادة إيرانيين كبار واستهداف منشآت نووية
وأعلنت وسائل إعلام إيرانية عن استشهاد اللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد مقر خاتم الأنبياء غلام علي رشيد، في سلسلة غارات نفذها الطيران الإسرائيلي على طهران ومدن تبريز والأهواز وكرمانشاه وسنندج ونارمك.
كما أكدت التقارير إصابة علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني الأعلى، بجروح خطيرة، وهو يخضع للعلاج في حالة حرجة.
وأفادت المصادر ذاتها باستشهاد ستة علماء نوويين على الأقل، من أبرزهم محمد مهدي طهرانجي، فريدون عباسي، أحمد رضا ذو الفقاري، عبد الحميد منوچهر، سيد أمير حسين فقهي، ومطلبي زاده.
إيران تتوعد بـ”عقاب مؤلم”
وقال المرشد الإيراني علي خامنئي إن الكيان الصهيوني “سيواجه مصيرًا مريرًا”، متوعدًا بعقاب شديد.
بينما وصف مستشاره علي لاريجاني الهجوم بـ”جريمة لن تمر”، معلنًا أن الرد الإيراني سيحوّل “النكسة إلى انتصار”.
واعتبرت وزارة الدفاع الإيرانية القصف “جريمة سافرة”، وأعلنت إغلاق المجال الجوي حتى إشعار آخر.
كما أعلنت طهران رسميًا انسحابها من المفاوضات النووية غير المباشرة مع الولايات المتحدة التي كانت مقررة في مسقط الأحد المقبل.
استدعاء الاحتياط وإغلاق الأجواء
وفي أول رد عسكري، أعلنت الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية إطلاق أكثر من 100 طائرة مسيّرة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدة أن الهجوم “لن يمر بلا ثمن”.
وأكد المتحدث العسكري أن “الكيان الصهيوني تجاوز الخطوط الحمراء، وسيدفع الثمن، ومعه الولايات المتحدة”، في إشارة إلى شراكة استراتيجية بين الطرفين رغم النفي الأميركي.
وأعلنت قيادة جيش الاحتلال رفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى، واستدعاء قوات الاحتياط، وفرض تعليمات صارمة للجبهة الداخلية، شملت إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي بالكامل، وإيقاف التعليم، وحظر التجمعات، وتحذير الإسرائيليين في الخارج من ارتداء رموز دينية أو وطنية.
وبحسب تقديرات أمنية إسرائيلية، فإن العملية ستستمر لأيام أو أسابيع، بحسب مسار التصعيد الإيراني.
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة كانت على علم مسبق بالعملية الإسرائيلية، لكنها نفت أي دور مباشر فيها.
وقال وزير الخارجية ماركو روبيو إن “الضربة إسرائيلية بالكامل”، مشيرًا إلى أن واشنطن “تركّز على حماية قواتها في المنطقة”، بينما طالب ترامب بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي و”العودة للمفاوضات”.
إدانات عربية ودولية للتصعيد الإسرائيلي ضد إيران
وتوالت ردود الفعل الدولية الرافضة للهجوم، حيث وصفت السعودية الهجوم بـ”الاعتداء السافر على سيادة دولة شقيقة”، ودعت لوقف فوري للعدوان.
واعتبرت سلطنة عمان العملية تصعيدًا خطيرًا يقوّض الجهود الدبلوماسية، وحمّلت “إسرائيل” كامل المسؤولية.
وحذّرت إندونيسيا من انزلاق المنطقة إلى صراع مفتوح، ودعت لضبط النفس.
وأدانت اليابان استخدام القوة العسكرية في هذا التوقيت الحرج.
ودعا الأمم المتحدة الأمين العام أنطونيو غوتيريش إلى “أقصى درجات ضبط النفس”، محذرًا من تفاقم الصراع الإقليمي.