تحقيق يكشف برنامج تجسس أمريكي جديد يدعم الاحتلال الإسرائيلي في غزة

كشف تحقيق استقصائي لمنصة “ديب دايف”، أعدّه الصحفيان مات كينارد وعبد الله فاروق، عن برنامج تجسس أمريكي جوي متطور تديره الولايات المتحدة فوق قطاع غزة، عبر استخدام طائرات خاصة مستأجرة من شركات أمريكية. جاء ذلك بعد توقف المهام البريطانية التي كانت تدعم الاحتلال منذ ديسمبر/كانون الأول 2023.
وأظهر التحقيق أن الطائرات البريطانية من طراز “شادو R1″، التي كانت تنطلق من قاعدة أكروتيري في قبرص، توقفت عن العمل بشكل مفاجئ يوم 25 يوليو/تموز 2025، وهو اليوم نفسه الذي شهد بداية تشغيل طائرة أمريكية جديدة، في خطوة توحي بانتقال المهام الاستخباراتية بالكامل من بريطانيا إلى الولايات المتحدة.
طائرات تجسس أمريكية متطورة
والطائرة الأمريكية الجديدة مملوكة لشركة Straight Flight Nevada Commercial Leasing LLC، التابعة لمجموعة Sierra Nevada Corporation، إحدى أبرز الشركات المتعاقدة مع وزارة الدفاع الأمريكية.
وبدأت الطائرة أول اختباراتها في 10 يوليو/تموز من مطار هاغرستاون بولاية ماريلاند، قبل أن تتوقف في كندا وآيسلندا وصقلية، وصولًا إلى قاعدة أكروتيري البريطانية يوم 15 يوليو/تموز، حيث انطلقت بعدها رحلات تجسس يومية فوق غزة.
وهذه الطائرة مزودة بـ أجهزة استشعار حرارية وكهروضوئية متقدمة، واتصالات مباشرة عبر الأقمار الصناعية لنقل المعلومات الاستخباراتية في الوقت الفعلي.
تجسس أمريكي وغارات إسرائيلية
وأوضح التحقيق أن الطائرة الأمريكية حلقت ثلاث ساعات فوق خان يونس يوم 28 يوليو/تموز في مسار دائري منخفض، تلاها قصف إسرائيلي دموي في اليوم التالي أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين.
كما أن الطائرة مدرجة ضمن “قائمة الحجب”، ما يمنع ظهور بيانات رحلاتها على مواقع تتبع الطيران العامة، على عكس الطلعات البريطانية السابقة، وهو ما يعكس درجة عالية من السرية والتكتم.
شركات خاصة تدير عمليات تجسس أمريكي
وتعمل الطائرة ضمن برنامج COCO (Contractor-Owned, Contractor-Operated)، حيث تتولى شركات خاصة امتلاك وتشغيل الطائرات وتوفير الطيارين والمعدات لصالح الجهات الحكومية والعسكرية.
وهذا النظام يسمح بتنفيذ عمليات استخباراتية عالية الحساسية دون الخضوع لرقابة صارمة أو مساءلة قانونية مباشرة.
وأشار التحقيق إلى أن شركة Sierra Nevada Corporation تمتلك عقودًا ضخمة مع وزارة الدفاع الأمريكية، أبرزها:
-
تطوير طائرة “يوم القيامة” E-4 بقيمة 13.1 مليار دولار.
-
عقد 472 مليون دولار مع قيادة العمليات الخاصة الأمريكية في يونيو/حزيران 2025.
-
المشاركة في مشروع “زودياك” البريطاني لتطوير أنظمة المراقبة بمبلغ 40 مليون جنيه إسترليني.
ورفضت كل من وزارتي الدفاع الأمريكية والبريطانية التعليق على البرنامج، كما امتنعت الشركة المالكة عن الرد على أسئلة الصحفيين، ما يشير إلى رغبة واضحة في إبقاء التفاصيل بعيدة عن النقاش العام.
ويخلص التحقيق إلى أن هذه الشراكات السرية بين الحكومات الغربية والشركات الخاصة توفر معلومات استخباراتية مباشرة للجيش الإسرائيلي، تُترجم لاحقًا إلى غارات وهجمات ضد الفلسطينيين، وسط غياب شبه كامل للمساءلة والشفافية.