تحليلات واراء
أخر الأخبار

السلطة تغيب وتلاحق المقاومة.. مخطط الاحتلال يصل لمراحله الأخيرة

اندلعت حالة من التوتر الشديد في مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، عقب قيام ثلاثة من عناصر أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية بالاعتداء بالضرب المبرح على أحد المواطنين قرب محطة وقود داخل المخيم.

وأثارت الحادثة غضب الأهالي، ما دفع أقارب المعتدى عليه للتدخل والتصدي لعناصر الأمن.

وشهدت ساحة المخيم الرئيسية مواجهات متصاعدة، بعد وصول تعزيزات من الأجهزة الأمنية التي أطلقت النار بكثافة في الهواء لترهيب المواطنين، بينما ردّ السكان برشق القوات بالحجارة والزجاجات الفارغة في مشهد أعاد إلى الأذهان أجواء الانتفاضات الشعبية.

القمع الأمني للسلطة يهدد الحريات العامة

وأدانت مجموعة محامون من أجل العدالة استمرار استخدام الأجهزة الأمنية الفلسطينية للقوة ضد المواطنين، معتبرة أن هذا النهج يُشكل تهديداً حقيقياً لحقوق الإنسان.

وطالبت المجموعة بوقف سياسة الاعتقال والملاحقة والضرب، داعية لاحترام كرامة المواطن الفلسطيني وحقوقه الدستورية.

 السلطة تتبنى سردية الاحتلال

وفي سياق متصل، صرح النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني د. حسن خريشة أن السلطة الفلسطينية قررت منذ بدء الحرب على غزة أن “تنكفئ على نفسها”، بينما تستمر إسرائيل في تدمير مخيمات الضفة كما فعلت بغزة، إلى جانب تسريع وتيرة الاستيطان وتوسيع البؤر الاستعمارية في مناطق (ج).

وأكد خريشة أن خطاب السلطة بات يتقاطع مع الطرح الإسرائيلي، لا سيما في ما يتعلق بتسليم السلاح وترحيل المقاومين، مشيراً إلى أن قيادة السلطة لا تزال تراهن على الولايات المتحدة و”سراب حل الدولتين”.

كما حذر من أن الواقع على الأرض يشير إلى رؤية إسرائيلية مغايرة تماماً، تتمثل في فرض “دولة إسرائيلية ودولة أخرى للمستوطنين”، بينما يتم تجريد الفلسطينيين من أي حقوق.

السلطة في حالة شلل سياسي

ولفت خريشة إلى أن منح وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، صلاحيات موسعة في الضفة الغربية يؤكد وجود خطة مدروسة لإنهاء دور السلطة الفلسطينية وتفكيك مؤسساتها.

وأوضح أن غياب المقاومة الشعبية في مواجهة الاستيطان جعل الرد الفلسطيني محصوراً في بيانات الاستنكار، في الوقت الذي تتصاعد فيه اعتداءات المستوطنين ضد القرى الفلسطينية دون رد ميداني حقيقي.

ومن جانبه، عبّر الناشط السياسي من مخيم جنين، عبد السلام الزبيدي، عن قلقه من استمرار صمت السلطة الفلسطينية حيال التدمير المنهجي الذي يطال مخيم طولكرم، محذراً من أن الاحتلال قد يُطبق السيناريو ذاته في مخيمي نور شمس وجنين.

وأكد الزبيدي أن الاحتلال ينفذ مخططاته بهدوء ودون أي رقابة أو مساءلة، مشيراً إلى أن السلطة لا تكتفي بالصمت، بل تمارس الاعتقالات والملاحقات بحق المقاومين ومناصريهم في الضفة الغربية.

السلطة تغيب وتلاحق المقاومة

وأشار الزبيدي إلى أن السياسات الأمنية للسلطة تصبّ في اتجاه تجفيف منابع المقاومة، ما يفتح الباب أمام تنفيذ آخر مراحل المخطط الإسرائيلي، والذي يهدف إلى إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وأوضح أن هذا المخطط يسعى إلى إذابة المخيمات وتحويلها إلى أحياء عادية، وإعادة تعريف اللاجئ الفلسطيني بما يخدم الأجندة الإسرائيلية.

كما انتقد تقاعس السلطة عن تقديم الدعم الحقيقي لعشرات الآلاف من النازحين من مخيمات الشمال، حيث اكتفت بتقديم مساعدات مالية زهيدة لا تتجاوز 600 شيقل للأسرة الواحدة خلال عيدي الفطر والأضحى.

وتعيش الضفة الغربية، وتحديداً المخيمات، حالة من الخطر المزدوج بين آلة الاحتلال التدميرية وصمت السلطة الفلسطينية، التي تحوّلت من غياب في الميدان إلى شريك فعلي في ملاحقة المقاومة.

ويبدو أن الاحتلال ماضٍ في تنفيذ مشروعه لتفكيك البنية السياسية واللاجئة للضفة، وسط مؤشرات على تواطؤ مباشر أو غير مباشر من قبل الجهات الرسمية الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى