معالجات اخبارية

حميد الصوفي: ضابط استخبارات برتبة عميد من قيادات عصابة ياسر أبو شباب

كشفت مصادر أمنية موثوقة أن المدعو حميد الصوفي، أحد كبار الضباط في جهاز الاستخبارات الفلسطينية برتبة عميد، يشغل موقعًا محوريًا في عصابة الجاسوس الفار من العدالة ياسر أبو شباب.

وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها من جهات مطلعة على نشاط العصابة، فإن الصوفي عُيّن مؤخرًا مسؤولًا عن ما يُعرف داخل التنظيم بـ”العمل المدني والمشاركة الشعبية”، وهو الغطاء الذي تستغلّه الشبكة لتمرير أجنداتها الأمنية والإعلامية تحت ستار العمل الاجتماعي.

الصوفي: من الأمن إلى الاختراق

يحمل حميد الصوفي رتبة عميد في جهاز الاستخبارات الفلسطينية، وقد شغل في السابق مناصب رفيعة ذات طابع ميداني وتحقيقي، قبل أن تظهر صلاته المباشرة بشبكة ياسر أبو شباب، التي تواجه اتهامات متزايدة بالتجسس لصالح الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ أجندات تدميرية تهدد النسيج الاجتماعي الفلسطيني.

ورغم أن الصوفي لم يظهر علنًا ضمن أنشطة ياسر أبو شباب في الفترة السابقة، فإن تسريبات من داخل المجموعة أكدت أن الأخير كلّفه قبل نحو شهر بقيادة ما يسمى “العمل المدني والمشاركة الشعبية”، وهو ما يُعدّ تحولًا خطيرًا في أداء المجموعة التي لم تكتفِ بالتجنيد السري وتنفيذ عمليات مشبوهة، بل باتت تسعى لإيجاد موطئ قدم في المجتمع المدني.

“العمل المدني”: واجهة ناعمة لعمليات مشبوهة

وفقًا لتحليلات أمنية، فإن مصطلح “العمل المدني” المستخدم داخل الشبكة لا يحمل أي مضمون تنموي أو حقوقي حقيقي، بل يشير إلى نشاط منظم يستهدف تجنيد الشباب، واختراق الحراكات المجتمعية، ونشر دعايات موجهة تخدم أجندات التجسس والفوضى، وهو ما يفسّر اختيار شخصية أمنية بمستوى الصوفي لقيادة هذا الجناح.

وقد أفادت التقارير بأن الصوفي عمل على تنسيق لقاءات محلية وشعبية ظاهرها خدمة المجتمعات، لكنها كانت تُستخدم لتجنيد عناصر جدد أو لجمع معلومات ميدانية تُرفع مباشرة إلى الجاسوس أبو شباب أو من ينوب عنه في الخارج.

خطورة التداخل بين العمل الأمني والأنشطة الإجرامية

ما يثير القلق بشكل خاص هو التداخل غير المسبوق بين العمل الأمني الرسمي والعمل الإجرامي الاستخباري، في ظل استمرار الصوفي في موقعه الرسمي داخل مؤسسة يفترض أن تكون خط الدفاع الأول ضد الاختراق.

ويرى محللون أن استمرار حميد الصوفي في صفوف الاستخبارات يُعدّ ثغرة بنيوية خطيرة تمكّن خصوم الشعب الفلسطيني من استغلال المؤسسات الوطنية ذات الطابع الأمني لتنفيذ عمليات داخلية تستهدف تفتيت الصف وتشويه النضال الشعبي، خاصة في ظل الأوضاع المتدهورة في غزة والضفة الغربية.

المطالبات تتصاعد لعزله والتحقيق معه

عقب الكشف عن صلته المباشرة بشبكة أبو شباب، تصاعدت المطالبات من قبل فصائل وتنظيمات أهلية بفتح تحقيق عاجل مع حميد الصوفي، ووقف عمله في جهاز الاستخبارات فورًا، إلى جانب مساءلة كل من قد يكون تواطأ في تغطية نشاطه أو تجاهل تحركاته داخل الجهاز.

وقال مصدر حقوقي في رام الله إن “ما يجري خطير للغاية، فأن يكون عميد استخبارات مسؤولًا عن نشاط مدني ضمن شبكة تتهم بالتجسس والعمل لصالح الاحتلال، فهذا يعني أن الخطر بات من الداخل”، داعيًا إلى “عملية تطهير جادة لمفاصل الأمن الفلسطيني، تبدأ بمحاسبة الصوفي وأمثاله”.

في المقابل، تحدثت تقارير عن تردّد داخل بعض الدوائر الأمنية في فتح ملف الصوفي، وسط تكهنات بأنه قد يحظى بحماية من أطراف نافذة في السلطة الفلسطينية تسعى للتقليل من حجم اختراق جهاز الأمن، خشية من الانعكاسات السياسية.

حميد الصوفي
حميد الصوفي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى