معالجات اخبارية

الإمارات في مرمى الغضب الشعبي بسبب تواطؤها في حرب الإبادة على غزة

تتصاعد موجة الغضب الشعبي العربي والعالمي تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة، وسط اتهامات متزايدة بتورطها الفعلي في التحالف مع الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الإبادة المستمرة ضد سكان قطاع غزة منذ نحو 22 شهرًا.

وتحوّلت سفارات الإمارات في عدد من دول العالم إلى قبلة للاحتجاجات الغاضبة التي تنظمها حركات شبابية وحقوقية، تطالب بوقف التمويل الإماراتي لما وصفوه بـ”شبكة الإبادة” في غزة.

سفارة الإمارات في بلجيكا تُغلق بالسلاسل

في مشهد احتجاجي غير مسبوق، أقدم نشطاء عرب في العاصمة البلجيكية بروكسل، الجمعة، على إغلاق بوابة سفارة الإمارات بالسلاسل الحديدية، في خطوة رمزية لـ”محاكمة أبوظبي أخلاقيًا وسياسيًا”، كما وصفها أحد المنظمين.

وقد رفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها: “أوقفوا تمويل تجويع غزة”، و”من بروكسل إلى رفح… دماء أطفالنا ليست صفقة سياسية”، و”شبكة أفيخاي من تمويل أبوظبي”.

كما هتف المشاركون بشعارات غاضبة تتهم دولة الإمارات بالمشاركة الفعلية في المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال عبر الدعم اللوجستي والمالي لمؤسسات ومنصات إعلامية إسرائيلية تبرر الحرب وتحضّ عليها، وعلى رأسها شبكة الناطق العسكري الإسرائيلي “أفيخاي أدرعي”، الذي يحظى بدعم واسع على منصات التواصل ويتلقى تمويلًا مباشرًا أو غير مباشر من شركات ذات ارتباطات إماراتية بحسب النشطاء.

احتجاجات في جنوب أفريقيا: “سفارات الجريمة”

وفي بريتوريا، عاصمة جنوب أفريقيا، نظّم عشرات النشطاء والمتضامنين مع فلسطين تظاهرة أمام مبنى سفارة الإمارات، متهمين أبوظبي بـ”التحالف الدموي مع إسرائيل”.

وأظهرت صور متداولة على مواقع التواصل قوات مكافحة الشغب تصطف لحماية السفارة، بينما يهتف المحتجون بشعارات من قبيل: “سفارات الإمارات = غرف عمليات للإبادة”، و”دماء غزة على أكتافكم”.

وقال ناشط جنوب أفريقي خلال التظاهرة “لم تعد الإمارات طرفًا محايدًا في هذه الحرب. إنها شريك استراتيجي في مشروع الإبادة، تمول وتسكت وتُبرر وتُبيّض الصورة القبيحة للاحتلال”.

مطالب واضحة: أوقفوا التمويل والدعم الإعلامي

المحتجون في مختلف العواصم رفعوا مطالب موحدة أبرزها:

وقف التمويل الإماراتي لما سموه بـ”مؤسسة تجويع غزة”: في إشارة إلى دور الإمارات في تمرير مساعدات محدودة عبر آليات تتماشى مع شروط إسرائيل، وُصفت بأنها تكريس لسياسة “التنقيط الإنساني” الهادفة لكسر إرادة الغزيين.

وقف تمويل شبكة أفيخاي: حيث يُتهم الذراع الإعلامي للناطق باسم الجيش الإسرائيلي بالحصول على دعم مالي وتقني من شركات تكنولوجيا وإعلان تربطها علاقات تعاون مع مؤسسات إماراتية.

وقف دعم “عصابات سرقة المساعدات”: وهو مصطلح يستخدمه المحتجون للإشارة إلى مجموعات تعمل في مجال الإغاثة ولكن يُزعم أنها تنسق مع الاحتلال أو تتواطأ في تحويل وجهة المساعدات، بدلاً من إيصالها للمستحقين في غزة.

تحالف مصالح أم شراكة حرب؟

الاحتجاجات الأخيرة ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة اتهامات توجه لأبوظبي منذ توقيع اتفاقيات “أبراهام” في 2020، والتي مهّدت لتطبيع العلاقات بين الإمارات ودولة الاحتلال.

لكن منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، تصاعدت هذه الاتهامات لتصل حدّ تحميل الإمارات مسؤولية مباشرة في الإبادة الجارية.

ويقول محللون إن الإمارات، رغم ادعائها الحياد والعمل الإنساني، لم تتخذ أي موقف حقيقي لوقف العدوان، بل زادت من حجم التعاون العسكري والأمني والتجاري مع دولة الاحتلال، وواصلت استقبال الوفود الإسرائيلية رفيعة المستوى، بل وتوسيع العلاقات في مجالات التكنولوجيا الأمنية والرقابة الإلكترونية.

وحتى الآن، لم تصدر أي ردود رسمية من الإمارات على هذه التظاهرات، ما اعتبره ناشطون تأكيدًا إضافيًا على اللامبالاة الإماراتية تجاه الغضب الشعبي المتزايد.

ويرى مراقبون أن ما يجري أمام سفارات الإمارات هو محاكمة رمزية لصورة الدولة التي أرادت أن تقدم نفسها كقائدة للإسلام المعتدل والإنسانية، بينما هي تغطّي أبشع جريمة تُرتكب في القرن الواحد والعشرين.

في المقابل، تعهدت منظمات شبابية وطلابية بمواصلة الضغط على الإمارات ودول أخرى “تتواطأ مع إسرائيل في مشروع الإبادة”، على حد وصفها، داعية إلى جعل كل سفارة إماراتية “نقطة احتجاج ومساءلة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى