معالجات اخبارية
أخر الأخبار

دمار غزة مستمر.. ورام الله ترفض هدنة بلا توقيع عباس

بينما تتسارع وتيرة الجهود الدولية والإقليمية لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وتعيش العائلات الفلسطينية بين أنقاض البيوت وتحت نار القصف والحصار والجوع، خرج علينا مسؤولون من “السلطة الفلسطينية” في رام الله بتصريحات لا تليق إلا بـ”دولة المريخ”، تؤكد مرة أخرى انفصال هذه السلطة عن معاناة الناس، وولعها بالأضواء أكثر من التزامها بالثوابت الوطنية.

ففي تصريح صادم ومستفز، قال مصدر سياسي رفيع في السلطة الفلسطينية لصحيفة “الشرق”، إن “اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل “صادم” لأنه لا يتضمن وقف الاعتداءات على مدن الضفة الغربية”، تصريح كمن يعترض على إنقاذ غريق لأنه لم يُؤخذ رأيه أولًا في لون قارب النجاة.

أما القنبلة الأكبر، فجاءت على لسان مستشار رئيس السلطة محمود عباس، محمود الهباش، الذي صعد منبر خطبة الجمعة ليقول بكل وقاحة:”لا بارك الله في أي وقف لإطــلاق النار في غزة لا يحمل بصمات فخامة الرئيس محمود عباس”.

وهذا الموقف يعكس استهانة واضحة بمعاناة أكثر من مليون ونصف نازح، ومئات آلاف الجوعى واليتامى والجرحى في غزة، وكأنهم مطالبون بالانتظار حتى تُختم وثيقة وقف إطلاق النار بـ”بصمات” “سيادة الرئيس” قبل أن تُنقذ أرواحهم.

غزة تفاوض ورام الله تناطح الهواء

وفي المقابل، أظهرت حركة حماس وقيادة المقاومة الفلسطينية نضجًا سياسيًا لافتًا، إذ أعلنت مساء الجمعة، أنها أنهت مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل الفلسطينية بشأن المقترح المقدم من الوسطاء لوقف العدوان، وسلمت ردًا “إيجابيًا” يعكس الجدية في إنهاء العدوان ورفع الحصار عن القطاع.

وصرحت الحركة بأنها جاهزة للدخول الفوري في مفاوضات غير مباشرة لبحث آلية تنفيذ الاتفاق، في وقت يعيش فيه الاحتلال الإسرائيلي حالة من التوتر الداخلي والصراع بين أركانه، كما نقلت وسائل إعلام عبرية.

سلطة رام الله شريك دائم للفشل

ومنذ بداية العدوان، لم تُظهر السلطة أي موقف جاد أو فعلي لدعم صمود غزة. لا جهود دبلوماسية مؤثرة، ولا تحركات ميدانية، بل تصريحات تافهة لا تخدم سوى الاحتلال. مستشار عباس يتحدث عن “بصمات فخامته”، ومصادر في رام الله تصف أي اتفاق لا يراعي “حساباتهم السياسية” بأنه صادم.

السلطة باتت تمثل عبئًا سياسيًا وأخلاقيًا على القضية الفلسطينية. رفضت المبادرات، هاجمت المقاومة، طاردت المحررين، وحولت الضفة إلى ساحة أمنية لإسكات كل من يرفع صوته دعمًا لغزة.

وفي الوقت الذي تبني فيه المقاومة وحدة وطنية ميدانية حقيقية وتفاوض لإيقاف العدوان، تواصل السلطة أداء دورها التاريخي كـ”معرقل داخلي” لأي مسار لا يخدم مصالحها الضيقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى