معالجات اخبارية

عملية سلفيت تربك الاحتلال.. والسلطة تُكمل ما عجز عنه جيشه

كشفت وسائل إعلام عبرية، مساء الأربعاء، عن تعاون أمني وثيق بين جهاز الشاباك الإسرائيلي وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية، بهدف ملاحقة منفّذي العمل المقاوم الذي استهدف مركبات للمستوطنين قرب مستوطنة “فدوئيل” غرب مدينة سلفيت شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وذكر موقع “حدشوت لو تسنزورا” أن ما وصفه بـ”جهد مشترك” يجري حاليًا بين جهاز المخابرات الإسرائيلي وأمن السلطة، للوصول إلى المقاومين الذين نفذوا العملية البطولية والتي أدت إلى مقتل مستوطنة وإصابة آخر بجراح حرجة.

ووفق إذاعة جيش الاحتلال، فقد استهدف المقاومون ثلاث مركبات للمستوطنين بالرصاص المباشر، ما أسفر عن مقتل مستوطنة في موقع العملية، في حين فشلت قوات الاحتلال في اعتراض المنفذين الذين انسحبوا من المكان.

عملية سلفيت والتنسيق الأمني في الواجهة

وأعادت عملية سلفيت إلى الواجهة ملف التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال، إذ سارعت أجهزة أمن السلطة، وفق المصادر العبرية، إلى تقديم المساعدة الاستخبارية والميدانية لقوات الاحتلال في محاولة للوصول إلى منفذي العمل المقاوم.

ورغم أن الاحتلال نشر تعزيزات عسكرية وأغلق المنطقة بالكامل ونصب عشرات الحواجز، إلا أن العملية النوعية أربكت حساباته الأمنية والميدانية، ما دفعه إلى طلب دعم من أمن السلطة في إطار ما يعرف بـ”التنسيق الأمني”، الذي يلقى رفضًا واسعًا في الشارع الفلسطيني.

مقاومة تُربك الاحتلال وسلطة تُطارِد

وتشير التقديرات إلى أن العمل المقاوم جاء في سياق الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال المتواصلة في الضفة وغزة، ويعكس تصميم الشعب الفلسطيني على مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل المشروعة.

وفي المقابل، يواصل أمن السلطة دوره في ملاحقة المقاومين واعتقالهم أو تسليم معلومات عنهم للاحتلال، في ما يرى فيه مراقبون اصطفافًا واضحًا ضد إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته.

 تنسيق أمني متصاعد وانتهاكات في كل اتجاه

وتأتي هذه العملية في وقتٍ تتصاعد فيه انتهاكات أجهزة السلطة بحق المقاومين والنشطاء والطلبة في الضفة الغربية، إذ وثّقت “لجنة أهالي المعتقلين السياسيين” خلال شهر إبريل وحده (144) انتهاكًا ارتكبتها أجهزة الأمن التابعة للسلطة، تنوّعت بين اعتقالات واستدعاءات ومداهمات وتضييق على الحريات وتكميم الأفواه.

وفي أبرز الحالات، اعتقلت السلطة المقاوم عدنان عزايزة في جنين خلال عملية عسكرية إسرائيلية، وفككت 7 عبوات ناسفة كانت معدّة للتصدي لقوات الاحتلال في محافظة طوباس، في سياق دورها المعروف في تفريغ الضفة من أدوات المقاومة.

كما شنّت أجهزة الأمن حملة اعتقالات طالت طلبة جامعات “النجاح” و”بيرزيت”، وأقدمت على الاعتداء على متظاهرات خلال مسيرة سلمية في رام الله خرجت تضامنًا مع غزة، في مشهد وصفه حقوقيون بـ”القمع الفاضح للحقوق الأساسية”.

وتؤكد هذه الوقائع أن ما جرى بعد عملية سلفيت ليس استثناءً، بل امتدادٌ لسياسة منهجية هدفها تطويق المقاومة وقمع أي صوت حر في الضفة الغربية، خدمةً لمعادلة أمنية لا تخدم سوى الاحتلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى