معالجات اخبارية
أخر الأخبار

حسين الشيخ في الرياض.. ترتيب المرحلة المقبلة بعد محمود عباس

كشفت مجلة “إيبوك” العبرية أن نائب رئيس السلطة الفلسطينية حسين الشيخ سيزور السعودية مطلع الأسبوع المقبل، بهدف بحث ترتيبات “اليوم التالي” لمرحلة ما بعد محمود عباس.

ووفق المجلة، فإن حسين الشيخ سيلتقي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في محاولة لتنسيق المواقف قبيل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الرياض منتصف مايو المقبل، في سياق إعادة تعويم السلطة الفلسطينية دولياً كما كانت قبل سنوات.

وأضافت أن الشيخ يسعى إلى تعزيز صورته كخليفة محتمل لعباس، ودفع السلطة الفلسطينية مجددًا إلى صدارة المشهد الإقليمي والدولي، في ظل تغيرات إقليمية ودولية متسارعة.

مشروع أكبر لإعادة هندسة القيادة؟

في السياق ذاته، تساءل الكاتب والمحلل السياسي علي أبو حبلة عن أبعاد هذا التحرك، معتبراً أن تعيين حسين الشيخ نائباً لعباس يحمل دلالات سياسية خطيرة.

وفي مقال له، أشار أبو حبلة إلى أن هذا التعيين قد يكون جزءاً من مشروع سياسي أوسع يهدف إلى إعادة تشكيل القيادة الفلسطينية بما ينسجم مع رؤية إقليمية ودولية لتصفية القضية الفلسطينية وتمرير ما تبقى من صفقة القرن.

أين الشعب من مشروع الإصلاح؟

وأوضح أبو حبلة أن أي عملية إصلاح حقيقية يجب أن تقوم على إنهاء الاحتلال أولاً، ثم الاعتماد على الإرادة الشعبية الفلسطينية باعتبارها الحاضنة الوحيدة لأي إصلاح حقيقي وشرعي.

وحذر من أن الفساد والفوضى داخل السلطة يهددان مستقبل الإصلاح، وأن غياب الشرعية الديمقراطية الممثلة بالانتخابات يعمق أزمة الثقة بين القيادة والشعب.

واختتم بالتأكيد أن أي خطة إصلاح أو انتقال سياسي لن تنجح ما لم تعتمد على اختيار شعبي نزيه وشفاف يفرز قيادة وطنية حقيقية، تمثل تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

ضغوط أمريكية لترتيب “اليوم التالي” لغياب عباس

ولد حسين الشيخ في رام الله عام 1959 وقضى 11 عامًا في السجون الإسرائيلية، حيث تعلم العبرية وبنى شبكة علاقات وثيقة مع المسؤولين الإسرائيليين.

وخلال رئاسته للهيئة العامة للشؤون المدنية بين 2007 و2024، تحكم بملفات مالية وأمنية بالغة الحساسية، مما عزز نفوذه السياسي داخل السلطة.

التعيين أثار ترحيبًا رسميًا من أنظمة عربية كالسعودية والإمارات ومصر والأردن، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشرًا على قبول إقليمي ودولي للشيخ كوريث محتمل لعباس في مرحلة انتقالية معقدة.

وأكدت مصادر فلسطينية أن جلسات المجلس المركزي جاءت نتيجة ضغوط أمريكية مكثفة، ركزت على ثلاثة مطالب رئيسية نزع سلاح المقاومة، إقصاء حركة حماس، وإعادة ترتيب المنظومة الأمنية بما يضمن المصالح الإسرائيلية.

ووفق المراقبين، فإن تنصيب حسين الشيخ يدخل في إطار خطة إعادة تأهيل السلطة الفلسطينية لدور قادم مرسوم خارجيًا.

وفي ظل ترهل قيادة السلطة واحتدام الخلافات الداخلية، يبدو أن تنصيب حسين الشيخ نائبًا لعباس لا يبشر بانتقال سلس للسلطة، بل قد يدفع إلى مزيد من التوترات والانفجارات السياسية والشعبية في المشهد الفلسطيني المتأزم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى