معالجات اخبارية

عصابات غزة.. سلاح إسرائيلي ارتدّ على أصحابه

يرى المحلل الإسرائيلي بن كسبيت أن واحدة من أكثر حلقات الفشل وضوحًا في حرب غزة تجسّدت في ما سُمّي بمشروع “العصابات المحلية” الذي رعاه بنيامين نتنياهو.

فبعد أشهر من القتال، أعاد المشهد إلى الذاكرة تجارب قديمة انهارت بالطريقة ذاتها تمويل وتسليح جماعاتٍ لتقويض قوةٍ فلسطينية قائمة، ثم التخلّي عنها حين تفشل المهمة.

عصابات غزة

ويقول كسبيت إن إسرائيل سلّحت مجموعاتٍ في القطاع، زوّدتها بآليات ومركبات وأموال، وشجعتها على تحدّي حماس، لكن سرعان ما انقلبت الموازين؛ إذ استعادت الحركة السيطرة الميدانية على مناطق تضم نحو 85% من سكان غزة.

وانتشر مقاتلوها في المحافظات ينفّذون إعداماتٍ علنية ويعيدون فرض النظام، بعدما استولوا على كميات كبيرة من السلاح الذي وصل إلى تلك العصابات عبر القنوات الإسرائيلية نفسها.

ويشير الكاتب إلى أن هذه الخطة لم تكن سوى تكرارٍ لتجارب سابقة فاشلة مثل “جيش لبنان الجنوبي” و”روابط القرى”، إذ استُنسخ المنطق ذاته الاعتماد على قوى محلية مؤقتة لتحقيق أهداف إسرائيلية، ثم انهيارها بمجرد تبدّل الميدان.

ومن وجهة نظر كسبيت، أراد نتنياهو من هذا المسار أن يتفادى الاعتراف بالسلطة الفلسطينية كخيارٍ لـ”اليوم التالي”، فاختار إنكار وجودها تمامًا، مفضّلًا أحلامًا غير واقعية عن مشاريع سياحية وعودة مستوطنات “غوش قطيف” وحكمٍ عسكري طويل الأمد.

لكن النتيجة، كما يسخر الكاتب، كانت “كلامًا فارغًا”، عصاباتٌ موّلها دافع الضرائب الإسرائيلي لتتحول إلى هدفٍ سهل سحقته حماس في غضون أسابيع.

ويخلص كسبيت إلى أن هذا الفشل يعكس نمطًا ثابتًا في سلوك نتنياهو الهروب من بناء حلولٍ واقعية عبر صناعة بدائل واهية تنتهي بانفجارها، فيما يبقى الثمن دمًا ومالًا وصورة دولية متدهورة.

ملاحقة العصابات في غزة

ومنذ وقف الحرب، باشرت المقاومة حملةً أمنية موسّعة لتطهير القطاع من العصابات والعملاء الذين تورطوا في الفوضى التي غذّتها إسرائيل.

ومع بدء عملية “الردع”، نفّذت وحدات المقاومة مداهمات دقيقة استهدفت أوكار المتعاونين والمرتزقة الذين حاولوا الاختباء بين السكان، ما أسفر عن تحييد عددٍ منهم وإلقاء القبض على آخرين يخضعون للتحقيق لدى الجهات المختصة.

وجاءت هذه العمليات بعد رصدٍ ومتابعةٍ حثيثة لتحركات تلك المجموعات، في رسالةٍ واضحة بأن أمن المقاومة ماضٍ في ملاحقة كل من خان أو ساعد على المساس بأمن المجتمع.

وفي المقابل، تزايدت أعداد من سلّموا أنفسهم طوعًا للأجهزة الأمنية في مختلف مناطق القطاع، استشعارًا لهيبة القانون وحرصًا على طيّ صفحة الارتباط بالاحتلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى