معالجات اخبارية
أخر الأخبار

فخ المساعدات.. تل السلطان تكشف زيف الاحتلال في غزة

شهدت منطقة تل السلطان جنوبي قطاع غزة انهيارًا مفاجئًا وآنيًا لآلية توزيع المساعدات التي أطلقتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والتي رُوّج لها في البداية كخطوة إنسانية لتخفيف معاناة السكان في ظل الحصار الخانق.

وكشفت الوقائع الميدانية زيف هذا المشروع الذي لم يكن سوى واجهة لتصفية حسابات سياسية وأمنية، حيث تحولت المساعدات إلى أداة ابتزاز واستدراج تستغل معاناة آلاف الفلسطينيين الجائعين.

تل السلطان تكشف زيف الاحتلال

وفي مشاهد مأساوية، تدفق آلاف المواطنين نحو مراكز التوزيع، نتيجة ضغط الحاجة وفقدان الأمل في استمرار الحصار، مما أدى إلى فوضى عارمة وأزمة إنسانية خانقة.

وتحت هذه الظروف، لم تتردد قوات الاحتلال في إطلاق النار بشكل مباشر على المتجمهرين، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، مؤكدة أن هذا “المشروع الإنساني” كان في الواقع فخًا مميتًا.

وأصدرت المؤسسات الحقوقية والحكومية في غزة بيانات شديدة اللهجة، اعتبرت ما حدث فشلًا ذريعًا للآلية الإسرائيلية الأمريكية، محملة الاحتلال والدول الداعمة له، وعلى رأسها الولايات المتحدة، المسؤولية الكاملة عن تفاقم الأزمة الإنسانية واستمرار المجاعة في القطاع.

كما كشفت تقارير حقوقية عن أن المساعدات التي وزعت جرى الاستيلاء عليها من قبل الجيش الإسرائيلي، وتم إعادة تغليفها وتوزيعها تحت إشراف عسكري عبر شركات أمريكية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

وفي تعليق مهم، أكدت وكالة الأونروا أن هذه الآلية لا تمثل عملًا إغاثيًا حقيقيًا، مشددة على ضرورة وصول المساعدات إلى المحتاجين في أماكنهم دون إجبارهم على المخاطرة بحياتهم للتجمع في نقاط التوزيع الخطرة، مؤكدة استعدادها لتطبيق آلية واضحة قدمها الأمين العام للأمم المتحدة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية دون تدخل الاحتلال.

فخ المساعدات في تل السلطان

وعكست الأحداث في تل السلطان بوضوح النوايا الحقيقية للاحتلال، الذي لا يوزع المساعدات إلا بعد أن يحولها إلى أدوات قمع واستدراج وابتزاز سياسي، فيما يستمر في ممارسة عقاب جماعي ضد المدنيين، محولًا مسار الإغاثة إلى مسرح للمجزرات والدماء.

وهذه المجزرة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال مساء أمس في رفح، حيث فتحت النار على مئات المواطنين المنتظرين لتسلّم مساعدات غذائية، لم تكن حادثة عابرة، بل دليلاً دامغًا على فشل الاحتلال في فرض مشروعه الزائف، ورسالة مدوية تؤكد أن الفلسطينيين يرفضون استغلال معاناتهم لأغراض سياسية وأمنية.

والمشهد في تل السلطان يمثل دعوة عاجلة للمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لتفعيل دورها بوقف هذه الممارسات الخطيرة، وإعادة بناء مسارات إنسانية آمنة تخضع لإشراف أممي حقيقي بعيدًا عن سيطرة الاحتلال.

وفتح المعابر الإنسانية بشكل مستقل وشفاف هو السبيل الوحيد لمنع المزيد من الكوارث التي تثقل كاهل المدنيين الأبرياء.

وما جرى في تل السلطان أمس لم يكن مجرد حادث عابر، بل رسالة واضحة بأن الشعب الفلسطيني لن يسمح بتحويل معاناته إلى لعبة بيد الاحتلال، وأن محاولات السيطرة على مصيرهم عبر التلاعب بالمساعدات قد باءت بالفشل الذريع.

وهذا المشهد يؤكد أن إرادة الفلسطينيين الصامدة أقوى من كل مؤامرات الاحتلال، وأن حقهم في الحياة والكرامة لن يُنتزع بالقوة أو بالخداع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى