معالجات اخبارية

رفح تتحدى الاحتلال وأعوانه.. صور أرادها العدو لتسويق نفسه ففضحت فشله

تداولت عصابة العميل “أبو شباب” صورةً لأربعة مقاومين من رفح، وهم نفس الأشخاص الذين كان الاحتلال قد روّج لهم قبل يومين ضمن روايته، في تزامن يكشف أكثر مما يحاولون إخفاءه.

وتعكس الصورة التي تداولتها عصابة العميل “أبو شباب” العلاقة المشبوهة بينه وبين دوائر الاحتلال، إذ تظهر الأربعة مقاومين بطريقة توحي بالارتباط مع العدو، سواء عبر تسليمهم له أو استلامهم منه.

فإعادة نشر هؤلاء المقاومين من قبل “أبو شباب” وميليشياته يفضح الدور الذي يؤديه المرتزقة المحيطون به، ويضعهم في موقع يعيد إنتاج دعاية جاهزة لا تختلف عن تلك التي يبثّها الاحتلال، بما يعزز روايته ويحاول إخفاء إخفاقاته الميدانية.

عصابة أبو شباب وصور رفح

وعلق الباحث المتخصص في الشأن العسكري والأمني رامي أبو زبيدة، “ما تقوم به مجموعات متعاونة مثل مجموعة الجاسوس ياسر أبو شباب وغسان الدهيني، والتي ظهر آخرها في فيديو يقوم باختطاف شبان – بغضّ النظر عن هوية هؤلاء الشبان – يعكس خطورة تحوّلهم إلى أدوات قذرة بيد أجهزة استخبارات العدو، تُستخدم لخلق الفوضى وضرب المجتمع من الداخل”.

وتابع أبو زبيدة “هذه المسارات ليست جديدة في التاريخ الفلسطيني والعربي؛ فكل المليشيات المرتبطة بالعدو تحولت في نهاية المطاف إلى عبء عليه وعلى المجتمع الذي حاولت اختراقه، وانتهى مصيرها بالعزلة والانهيار، كما حدث مع ميليشيا لحد وغيرها من التجارب التي لفظها المجتمع واعتبرها وصمة عار”.

وأضاف أن الخطر الحقيقي ليس في ظهور فيديو أو حادثة، بل في محاولة بناء شبكات داخلية تخدم أهداف الاحتلال، وتستهدف وحدة المجتمع وثقته وأمنه.

مقاومو رفح

وهذا المشهد يأتي في وقت تؤكد فيه منصّة “الحارس” التابعة لأمن المقاومة في غزة، أن الاحتلال يعيش حالة اختناق ميداني حقيقية، دفعته إلى اعتماد أسلوب نشر الصور المنتقاة من أجل صناعة إنجاز وهمي، ومحاولة التأثير نفسيًا على الجمهور.

وتابعت الحارس فبالرغم من كل ما يدّعيه الاحتلال من سيطرة عسكرية على رفح، إلا أنه فشل استخبارياً وميدانياً في تحديد عدد المقاومين أو الوصول إلى أماكن وجودهم. والمقاتلون، رغم الحصار والجوع ونقص الدواء، رفضوا الانسحاب أو تسليم أنفسهم، موجّهين صفعة مباشرة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية التي عجزت عن تحقيق أي اختراق.

وأضافت ومع هذا الفشل المتواصل، لجأ الاحتلال إلى استغلال حاجة المقاومين للطعام لمحاولة استدراجهم أو استهدافهم، في سلوك يعكس الإفلاس الأخلاقي والعملياتي الذي يواجهه جنوده على الأرض.

صور المقاومة في رفح

وتابعت أما الصور التي يروّجها إعلامه فهي ليست برهان قوة كما يحاول أن يوهم جمهوره، بل غطاء يائس يخفي به عجزه عن الوصول إلى المقاتلين الذين ظلوا معزولين عن العالم، تحت ظروف خانقة، ومع ذلك صمدوا ولم يحنوا رؤوسهم.

وقالت إن ما يبثّه الاحتلال اليوم ليس إلا رواية نفسية يحاول من خلالها منع انكشاف إخفاقاته، وتبرير عجزه أمام مقاتلين استطاعوا، بثباتهم وحده، أن يحولوا المنطقة الأكثر مراقبة في غزة إلى نقطة فشل جديدة تضاف إلى سجله. فثباتُ مقاوم واحد داخل الحصار يُعدّ في ميزان المعركة هزيمة مباشرة لقدرات الاحتلال الأمنية والعسكرية، مهما حاول تغليفها بخطاب إعلامي مزيّف.

ولهذا يذكّر الحارس جمهور المقاومة بضرورة التعامل مع أي صورة أو فيديو تصدر عن الاحتلال باعتبارهما جزءًا من حرب نفسية ممنهجة، لا هدف لها سوى التأثير على الوعي وتغطية العجز، والتأكيد على عدم ترويج أي مادة مصدرها إعلام العدو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى