معالجات اخبارية

اعتصام لا يهدأ في الضفة.. صرخة عائلات المعتقلين السياسيين تدخل أسبوعها الثالث

واصلت أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية المحتلة حملتها الأمنية في مدينة نابلس، حيث شهدت الليلة الماضية موجة اعتقالات جديدة طالت أكثر من عشرة فلسطينيين، معظمهم من الأسرى المحررين.

ووفق مصادر محلية، فقد عُرف من بين المعتقلين الأسير المحرر عبد الكريم شبارو، شقيقه محمد شبارو، الأسير المحرر منير المصري، الأسير المحرر عوني الشخشير.

وتأتي هذه الاعتقالات وسط تصاعد واضح في حملات الدهم والاحتجاز خلال الشهر الماضي في مدينة نابلس، إضافة إلى باقي مدن وقرى الضفة الغربية، ما يعكس اتساع رقعة الاعتقال السياسي في الآونة الأخيرة.

المعتقلين السياسيين

وفي سياق متصل، لا يزال المعتقل السياسي مصعب ناصر سعيد دراغمة من مدينة طوباس محتجزاً لدى أجهزة السلطة منذ 24 سبتمبر/أيلول 2023، دون توجيه أي تهمة رسمية أو عرضه على محاكمة حقيقية، في ظل ظروف تصفها عائلته بـ”القاسية واللاإنسانية”.

وبحسب العائلة، أمضى دراغمة نحو عامين وثلاثة أشهر في الاحتجاز دون إجراءات قضائية فعلية، إذ تُؤجَّل جلسات محاكمته بشكل متكرر و”غيابي” دون أسباب قانونية، رغم عدم وجود لائحة اتهام ضده.

وتقول العائلة إنها، وفي كل مراجعة للمطالبة بالإفراج عنه، تُحال إلى جهاز المخابرات ورئيسه ماجد فرج، دون توفير أي آلية واضحة للمتابعة، ما يزيد من تعقيد قضيته وغموض مصيره.

ويحتجز دراغمة منذ عام كامل في سجن بيت لحم، مع استثنائه المتعمّد من عمليات نقل الأسرى بين سجني أريحا وبيت لحم، الأمر الذي فاقم من عزله عن عائلته.

وتؤكد العائلة أن طفله وُلد خلال فترة اعتقاله، ولم يتمكن من رؤيته إلا مرتين فقط، بينما يعاني أفراد الأسرة من مشقة السفر وكلفة المواصلات والحواجز للوصول إلى مكان الزيارة.

كما تحدثت العائلة عن ظروف احتجاز “مزرية”، تشمل سوء النظافة وغياب إمكانية استخدام الحمامات ليلاً، ما يدفع بعض المعتقلين إلى استخدام أوانٍ بديلة لقضاء حاجاتهم.

وأكدت أنه غير مدان بأي جريمة، وأن قرار الإفراج الذي صدر بحقه لم يُنفّذ حتى اليوم، وطالبت العائلة المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل العاجل لإنهاء اعتقاله التعسفي.

اعتصامات أهالي المعتقلين السياسيين

وبالتزامن مع هذه الأحداث، تواصل عائلات المعتقلين السياسيين اعتصامها السلمي لليوم التاسع عشر على التوالي، احتجاجاً على استمرار اعتقال أبنائهم منذ نحو عام ونصف، ومن بينهم عائلة المعتقل عبدالله يونس، وعائلة الشقيقين عبدالرحمن ومصعب البشر.

وتؤكد العائلات أن أبناءها محتجزون تعسفياً دون إجراءات قانونية واضحة، مجددة مطالبتها بالإفراج الفوري عنهم، ومشددة على أن الاعتقال السياسي جريمة.

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الضفة الغربية تصعيداً غير مسبوق من قبل قوات الاحتلال ومستوطنيه، حيث تتواصل الاقتحامات اليومية، وتتسع رقعة الاعتداءات على القرى والمخيمات، بالتوازي مع تسارع وتيرة التوسع الاستيطاني، وسط غياب أي حماية حقيقية للمواطنين.

وفي الوقت الذي ينتظر فيه الفلسطيني تعزيز الأمن وصون الحقوق، تتجه أجهزة السلطة إلى ملاحقة أبناء شعبها واعتقالهم، ما يفتح الباب أمام تساؤلات واسعة حول أولوياتها ودورها في ظل ما تتعرض له الضفة من اعتداءات متصاعدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى