زوجة الشهيد جهاد العمارين توجه رسالة حادة للسلطة بسبب قطع الرواتب

عبّرت زوجة الشهيد القائد بحركة فتح، جهاد العمارين، عن استيائها العميق من قرار قطع رواتب الشهداء والأسرى، معتبرةً ذلك “جحوداً وذلاً للقيادات التي ضحت من أجل الوطن”.
وقالت السيدة العمارين: “الله لا يوفق من قطع رواتب الشهداء، ورواتب الوزراء العالية تعمل بشكل طبيعي، وعن أي ثورة أو وطن تتحدثون؟ زوجي الشهيد جهاد العمارين كان من أنزه وأشرف قيادات حركة فتح، وهذه المكافأة له؟ راتب مقطوع ولا حتى تقدير بسيط”.
وأضافت: “زوجي قدم كل شيء لهذا الوطن، وعملت وكالة للضفة الغربية بكل صدق، ومع ذلك تُترك أسرته بلا دعم، حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من شارك في هذا القرار الجائر”.
وتابعت زوجة الشهيد: “جهاد العمارين تاج على رأس كل فتح، ومع ذلك لا راتب ولا بيت… هذه ليست حقوقاً بل خيانة للذين ضحوا بحياتهم من أجل الحرية والكرامة”.
وموقف زوجة الشهيد العمارين يسلط الضوء على الأزمة المستمرة التي يعيشها أهالي الشهداء والأسرى، ويطرح علامات استفهام حول أولويات القيادة السياسية في حماية حقوق من قدموا حياتهم فداء للوطن.

رواتب الأسرى والشهداء
وتستمر السلطة الفلسطينية في سلوكها الجائر بحق الشهداء والأسرى والجرحى، حيث يتم قطع رواتبهم بشكل تعسفي، بينما تستمر رواتب كبار المسؤولين والوزراء، بمن فيهم من تورطوا في قضايا فساد أو يعيشون خارج البلاد، دون أي انقطاع.
ولم يكتفِ المسؤولون بذلك، بل جاء رئيس السلطة محمود عباس ليؤكد صراحة تعهده بقطع رواتب الأسرى والشهداء، متجاهلاً كل المعاناة والتضحيات التي قدموها من أجل الوطن.
وهذا التمييز الفاضح يفضح أولويات القيادة ويثبت أن دماء الشهداء وتضحيات الأسرى لم تعد تُقَدَّر، بل تُستغل سياسياً، ما جعل الشارع يصف هذه السياسة بـ”الخيانة” و”العار”.
من هو جهاد العمارين
جهاد العمارين هو أحد مؤسسي الجناح العسكري لحركة فتح، وقائد بارز في المقاومة الفلسطينية، مسؤول عن تنفيذ عمليات نوعية ضد أهداف إسرائيلية أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.
ومنذ انتمائه لقوات التحرير الشعبية وحركة فتح، خاض العمارين معارك متعددة ضد الاحتلال، وعُرِف بشجاعته وإيمانه العميق بعدالة قضية شعبه.
واعتُقل وأُبعد عن الوطن بعد تحريره في صفقة التبادل “عملية الجليل” عام 1985، لكنه واصل مقاومته، فأسس كتائب شهداء الأقصى، وكرس حياته لمقارعة الاحتلال على كافة الساحات، سواء في قطاع غزة أو خلال سنوات اعتقاله التي تجاوزت 14 عامًا.
واغتاله الاحتلال الإسرائيلي عام 2002، لكنه لا يزال في ذاكرة المقاومة الفلسطينية كقائد أرعب “إسرائيل”.





